
في خطوة جديدة ضمن سلسلة التحركات السلمية المتواصلة، وجّه الناشط البيئي خير الدين دبية، أحد الوجوه البارزة في حراك “وقف التلوث”، نداءً من قلب مدينة قابس، دعا فيه كافة المواطنات والمواطنين إلى مواصلة التعبئة والانخراط في التحركات السلمية، مؤكدًا أن المعركة ضد التلوث دخلت منعطفًا حاسمًا.
في فيديو تم نشره على التواصل الاجتماعيفايس بوك شدد دبية على أن قابس تعيش منذ أكثر من نصف قرن “كابوسًا بيئيًا”، سبّبه المباشر المجمع الكيميائي التونسي، الذي وصفه بـ”مجمع الموت”. وأكد أن المرحلة الحالية هي لحظة مصيرية في تاريخ الجهة، تتطلب تماسكًا شعبيًا ووحدة صف غير مسبوقة.
ووصف دبية الواقع البيئي في قابس بـ”الكارثة الإنسانية”، مشيرًا إلى الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي لحقت بالسكان.
“شهادات العائلات صادمة”، قال الناشط، مضيفًا: “أطفال يموتون، شباب يعودون من المدارس إلى المقابر، وناس فقدت أحبابها بسبب السموم المنتشرة في الجو والبحر والتربة”.
وأشار أيضًا إلى الأرقام المهولة التي أصبحت حديث الرأي العام، مثل إلقاء أكثر من 16 ألف طن من الفوسفوجيبس يوميًا في البحر، مما أدى إلى تدمير المنظومة البيئية البحرية، وتسبب في تدهور صحة الإنسان والحيوان على حد سواء.
دبية أكد أن ما يميّز التحرك الحالي هو وعي الأهالي وتنظيمهم، مشيدًا بوعي العائلات، والشباب، والنساء، والعمال، الذين شكلوا العمود الفقري للاحتجاجات.
وقال: “من جبل لجبل، من اليوم لغدوة، نفس العزيمة ونفس الوعي… نحنا نحبوا هذه تكون آخر محطة في كابوس عمره 53 سنة”.
كما أعلن عن تحرك احتجاجي سلمي كبير مقرر يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، على الساعة 15:30، انطلاقًا من ساحة الشهداء بباب بحر، تحت شعار:”من أجل جلاء الوحدات الملوثة من قابس”.
التحرك سيتزامن مع عيد الجلاء، في رمزية قوية تربط بين “جلاء الاستعمار” و”جلاء التلوث”.
وجّه دبية كلمة خاصة إلى عمال المجمع الكيميائي، مؤكدًا أنهم “من أبناء قابس، ومتضررون مثل بقية السكان”، ومشدّدًا على أن القضية لا تستهدفهم، بل تدعوهم للانضمام إلى صفوف المطالبين بالعدالة البيئية.
“ما نحبوش حتى عامل يكون طرف في الجريمة اللي صايرة. الأجر اللي تتقاضاه اليوم ما يكفيش حتى دواء، ولا حتى جرعة شيميو لو لا قدر الله مرضت”، قال الناشط، داعيًا العمال إلى دعم القضية دون التفريط في حقوقهم.
كما انتقد دبية بشدة بعض الأصوات الإعلامية التي تسعى، حسب قوله، إلى “تحريف القضية والركوب على معاناة الجهة من أجل الربح المادي أو المكاسب الشخصية”، داعيًا إلى احترام المعاناة الجماعية وعدم استغلالها.
المطالب :
- تفكيك الوحدات الصناعية الملوثة فورًا.
- الوقف النهائي لأنشطة المجمع الكيميائي التونسي بقابس.
- اعتماد مقاربة سياسية حقيقية تشرك الأهالي.
- تحميل المسؤوليات عن الكارثة البيئية ومحاسبة المتسببين.
- ضمان العدالة الانتقالية البيئية والتنموية للجهة.