
في ظل تواصل معاناة جهة ڨابس من التلوّث الصناعي والتداعيات الصحية والبيئية الخطيرة المرتبطة به، أصدرت حملة Stop Pollution بياناً أكّدت من خلاله تضامنها الكامل مع التحركات الشعبية الأخيرة، وحيّت فيه نضالات الأهالي وتماسكهم حول مطلبهم الرئيسي: تفكيك الوحدات الصناعية الملوّثة التابعة للمجمع الكيميائي التونسي.
وجاء في البيان، الذي نُشر اليوم الإثنين 13 أكتوبر، أن الحملة تندد بشدة بما اعتبرته “تجاهلاً رسمياً لمعاناة الأهالي”، خاصة بعد صدور بيان عن وزارة الصناعة والمناجم والطاقة يتناول مشروع النقل الهيدروليكي لمادة الفسفاط إلى ڨابس، في وقتٍ كانت فيه الجهة تنتظر توضيحات رسمية بخصوص التسربات الأخيرة التي تسببت في حالات اختناق جماعي لا تزال آثارها الصحية قائمة إلى اليوم.
واعتبرت الحملة أن مضمون البيان الوزاري يمثل “استفزازاً صريحاً” للأهالي، وتنكراً واضحاً للمطلب الشعبي بتفكيك الوحدات الصناعية الخطرة.
كما أشارت الحملة إلى ما نُشر على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية منذ يومين، والذي تضمّن إقراراً بوجود إخلالات تقنية وصحية على مستوى الصيانة والتشغيل، ما أدى إلى التسربات الأخيرة، إضافة إلى الإعلان عن تشكيل لجنة لإصلاح وحدات المجمع الكيميائي، دون اتخاذ قرارات حاسمة تُرضي الشارع المحلي.
مطالب واضحة ودعوة إلى مساءلة المسؤولين
في هذا السياق، جددت حملة Stop Pollution دعوتها إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية، تمثلت في:
الإيقاف الفوري لنشاط الوحدات المسببة للتسربات والاختناقات،
إصدار قرار سياسي واضح من رئاسة الجمهورية والحكومة بتفكيك الوحدات الملوّثة،
إقالة وزيرة الصناعة وفتح تحقيق شامل يشمل المسؤولين في كل من وزارة الصناعة والطاقة والمناجم، ووزارة البيئة، والمجمع الكيميائي التونسي،
إلغاء قرارات 5 مارس الحكومية المتعلقة بمشاريع الهيدروجين الأخضر ووحدة جديدة للأمونيا، التي ترى الحملة أنها تمثل تهديداً إضافياً لسلامة السكان والبيئة في ڨابس.
وفي ختام بيانها، دعت الحملة عموم المواطنات والمواطنين في ڨابس والمناطق المجاورة إلى المشاركة بكثافة في مسيرة شعبية كبرى، ستُنظّم يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، تزامناً مع عيد الجلاء الوطني، بداية من الساعة 15:30، انطلاقاً من ساحة الشهداء بباب بحر في اتجاه شط سيدي عبد السلام.
وتأتي هذه المسيرة، حسب الحملة، في إطار التأكيد على “الحق في بيئة سليمة ومدينة قابلة للحياة، بعيداً عن التلوّث والضباب السامّ الذي يخنق الأهالي منذ أكثر من خمسة عقود”.