أنترفيورأي

قسومي لتوميديا: “المجتمع التونسي في طليعة الشعوب القادرة على افتكاك حقوقية و حرياته”

الأستاذ الجامعي مولدي قسومي يعتبر القاضي السابق و المحامي السجين أحمد صواب شخصية ملهمة للشباب المتطلع للحرية والانعتاق

قال المختص في علم الاجتماع المولدي قسومي، لتوميديا، اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، في علاقة بسعي الشعوب لافتكاك حقوقها و حرياتها من الأنظمة الاستبداية، إن الدرس يأتي يوميا من شتى بقاع العالم، حتى من الدول الغربية التي صدعت رؤوس الجمبيع بدروس الديمقراطية والحرية، في حين نجدها متورطة في ساندت الكيان الصهيوني المجرم في إبادته الجماعية للفلسطينيين، بطريقة مفضوحة وانكشفت أمام الجميع، مما اضطرها لارسال بوارج لحماية اسطول الصمود. وهذا دليل على قوة و فاعلية المجتمعات المتحركة.

و أضاف قسومي، على هامش مشاركته في الندوة الصحفية، التي نظمتها لجنة المساندة وهيئة الدفاع عن أحمد صواب، لإطلاع الرأي العام عن آخر المستجدات في المسار القضائي للقضية، أنه عندما تتحرك المجتمعات تمتثل الحكومات المستبدة والضالمة، وهي بمثابة قاعدة أو قانون للاجتماع السياسي، والذي بدوره بني على مجموع إرادات المجتمعات وهو ما يسمى بالعقد الإجتماعي. والمجتمعات هي التى تمتلك الدور الحاسم في البداية وفي النهاية لكل القضائية لأنها هي من تقرر.

و أشار قسومي، أنه على المستوى الإقليمي و العربي، بدأت بعض المجتمعات التحرك وما يشهده المغرب خير مثال على ذلك، لأن تلك المجتمعات التى أدركت أن ما كان يسمى “عبثا ” و “زورا وبهتانا” بالإصلاح لم يكن سوى إصلاحا مشوها، وذرا للرماد في الأعين و استغباءا للشعوب، و مجرد مسكنات وقتية زالت بزوال علتها، وهو ما دفع الشباب للحراك مجددا.

أما في تونس، فيرى قسومي أن تلك الأمثلة الموجودة في العالم و المجال الاقليمي القريب ينسحب بدوره على تونس، مذكرا بأن المجتمع التونسي، رغم أنه كان على مستوى الحركة الطلائعية التقدمية سباقين، أيضا في الردة على المسار الثوري والديمقراطي حيث حصل تراجع في مستوى المكاسب في مجال القضاء والإعلام و أيضا كنا سباقين لذلك، وفق تقديره. والحراك المجتمعي المطلبي الحالي سيجعل من يقضة التونسيين أيضا سابقة أخرى على شعوب كثيرة هلى حد تعبيره. وهي خصوصية ميزت المجتمع التونسي في السنوات الأخيرة. في التعامل مع الأحداث والوقائع، بجانبيها السيئ و الإيجابي.

و اعتبر المختص في علم الاجتماع مولدي قسومي، أن ما عاشته تونس خلال العشرية الأخيرة بكل ما فيها من مساوء والعيوب، إلا أنها تميزت بسقف عال من الحقوق والحريات بشكل غير مسبوق، لم تشهده البلاد على مدى تاريخها. معتبرا أن الارتداد على تلك المكتسبات كانت بمثابت خيبة كبيرة، وبمثابة الردة القاتلة و قاسمة وفق وصفه، وعليه لا بد من اليقضة وتمثل الوضع الحالي والبحث عن حل للخروج منه، وهو ما يقوم به الشباب حاليا سواء من خلال الاحتجاجات أو الحملات على مواقع التواصل الاجتماعي.

و بسؤاله عن الرمزية التي يمثلها اليوم القاضي السابق و المحامي المسجون أحمد صواب، بين مولدي قسومي أن أحمد صواب رمزيته تتلخص في مقولتين الأولى يقول فيها صواب:” شعبنا و شهداؤنا منحونا الحرية وأنا مستعد لتقديم روحي فداء لها” والجملة الأخرى حينما قال:” والدي آمن بدولة الاستقلال و تحققت وأنا آمنت بدولة القانون و المؤسسات و ستتحقق “.

كاتب

طارق طرابلسي

صحفي متخرج من معهد الصحافة وعلوم الاخبار متخصص في الشؤون السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى