
أكدت جواهر شنة، عضو تنسيقية أسطول الصمود المغاربي لتوميديا أن التحرك البحري المتجه إلى غزة لا يُمثل فقط محاولةً لكسر الحصار، بل هو فعل مقاومة إنساني ومدني، يُعرّي تواطؤ العالم وصمته المستمر أمام الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.
قالت شنة إن الأسطول، الذي يضم أكثر من 532 مشاركاً من 45 دولة، ويبحر عبر نحو 50 سفينة، يمثل تحركاً دولياً واسعاً، يعبّر عن إرادة الشعوب الحرة، في ظل تخاذل المؤسسات الدولية، وعجز الأنظمة الرسمية عن اتخاذ أي خطوة حقيقية لإنقاذ غزة، التي تُباد على مرأى ومسمع من العالم.
أوضحت شنة أن تنسيقيات الأسطول – ومنها المغاربية – تتابع السفن على مدار 24 ساعة، بالتنسيق مع فرق الدعم التقني والحقوقي، مع التركيز على الوضع القانوني والصحي، وأوضاع المشاركين، وتبادل المعلومات بين السفن. وقد تم تجهيز الأسطول بكاميرات وأجهزة تواصل حديثة لضمان التوثيق والشفافية، تحسّباً لأي اعتراض محتمل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
حالياً، حسب تصريحها، دخلت بعض سفن الأسطول الى ما يُعرف بـ”المنطقة البرتقالية”، وهي منطقة تسبق “المنطقة الحمراء” التي عادة ما تحدث فيها عمليات الاعتراض. وقد جرى تدريب المشاركين سابقاً على بروتوكولات السلامة والتعامل مع سيناريوهات الاقتحام، مع تجهيز كل فرد بوثائقه ومتعلقاته الشخصية.
و حسب شنة فانه من المغرب العربي، يشارك 52 ناشطاً من تونس، الجزائر، المغرب، وموريتانيا، موزعين على عشرة سفن ضمن الأسطول، في تأكيد جديد على الدور التاريخي للشعوب المغاربية في دعم القضية الفلسطينية. وأشارت شنة إلى أن الكثير من التونسيين يتابعون بشكل خاص وضعية السفن التي تضم مشاركين تونسيين، ما يعكس اهتماماً شعبياً واسعاً وتضامناً غير مشروط.
كما شددت جواهر شنة على أن أسطول الصمود هو حركة سلمية إنسانية، وقد حاول الاحتلال منذ انطلاقها تشويهها باتهامات باطلة، لكن تم تفنيدها مراراً، نظراً لطبيعة المشاركين المعروفين بنضالهم السلمي ومواقفهم الحقوقية في بلدانهم.
وفي السياق ذاته، ثمّنت شنة تدخل بعض الحكومات لحماية مواطنيها المشاركين، مثل إيطاليا، إسبانيا وتركيا، التي أرسلت سفن للحماية وساهمت في إصلاح أعطال طارئة مثل التي حصلت لسفينة “جوني إم”. لكنها في المقابل انتقدت ما وصفته بـ”الانتقائية في التدخل”، متسائلة: “لماذا تُحرّك هذه الدول جيوشها لحماية مواطنيها في الأسطول، بينما تترك شعباً بأكمله في غزة يُباد منذ أكثر من عامين ونصف دون تحرك حقيقي؟”.
أنهت شنة تصريحها بتأكيد أن مبادرة الأسطول ليست فقط وسيلة لإيصال مساعدات إنسانية، بل هي موقف سياسي وأخلاقي يفضح جرائم الاحتلال، ويدعو العالم إلى الكفّ عن تجاهل نداءات الأطفال الجوعى، وأصوات الضحايا تحت الأنقاض، مؤكدة: “صحيح أن بعض الحكومات تساهم في حماية الأسطول، ولكن كان الأجدر أن تتحرك لحماية غزة، ووقف المجازر التي تُرتكب يومياً، في ظل تواطؤ مُخزٍ من القوى الدولية.”