
أكد سليم بن جاب الله، وكيل أسفار مختص في السياحة البحرية لتوميديا أن تونس تشهد انتعاشة ملحوظة في قطاع السياحة البحرية، مع تسجيل مؤشرات إيجابية تؤكد عودة هذا النشاط إلى مكانته الطبيعية بعد سنوات من التراجع.
وأوضح بن جاب الله أن البواخر السياحية الكبرى، وعلى رأسها “كوستا إزميرالدا” و”كوستا فاشينوزا”، أصبحت تعود بانتظام إلى الموانئ التونسية، وهو ما يعكس ثقة شركات الكروازيير في الوجهة التونسية. وأشار إلى أن هذه البواخر تُعتبر من بين الأكبر عالميًا، حيث تنقل كل واحدة منها آلاف السياح في كل رحلة، على غرار “كوستا إزميرالدا” التي تقلّ أكثر من 6000 سائح.
وأشار بن جاب الله إلى أن تونس استقبلت، حتى حدود سبتمبر 2025، أكثر من 560 ألف سائح بحري، مع هدف مبرمج يتمثل في بلوغ 600 ألف سائح مع نهاية السنة. وأضاف:”نحن نعمل على استرجاع الأرقام القياسية التي حققناها سابقًا، ونطمح لبلوغ 900 ألف سائح بحري في سنة 2026، بفضل تنوع الرحلات وتوسيع دائرة الموانئ المعتمدة.”
أكد بن جاب الله وجود توجه استراتيجي لتوزيع النشاط على عدة موانئ تونسية، من بينهاميناء سوسة و ميناء صفاقس
و ميناء جرجيس و ميناء قابس وذلك بهدف تنمية السياحة الجهوية وضمان توزيع العائدات على أكبر عدد ممكن من المناطق.
و فنّد بن جاب الله الاعتقاد السائد بأن سياح الكروازيير لا يساهمون اقتصاديًا، قائلاً:”السائح البحري لا يقتصر على التجوال فقط، بل يستهلك وينفق. الزربية التونسية، البلغة، والمنتوجات التقليدية تُباع أساسًا للسياح القادمين من هذه البواخر.”
وأكد أن الرحلات تنظم حاليًا بشكل مدروس، حيث تم تخصيص 20 حافلة لنقل السياح إلى أبرز المعالم كـالمدينة العتيقة، باردو، القصبة، وسيدي بوسعيد، مما ينعش الدورة الاقتصادية حتى في المجالات الصغيرة والمبادرات المحلية.
من جهة أخرى، أشار بن جاب الله إلى أهمية السوق الأمريكية باعتبارها سوقًا ذات قدرة شرائية مرتفعة، مع تزايد عدد السياح الأمريكيين الوافدين على تونس عبر الكروازيير.
وختم قائلاً:”الوجهة التونسية لم تعد مجرد محطة ثانوية، بل أصبحت وجهة جديّة وأساسية في برامج شركات الكروازيير الكبرى.”