وهبت أسرة المرحوم الشاذلي القليبي مكتبته الخاصة إلى دار الكتب الوطنية، تقديرًا لمسيرته الفكرية والمهنية الزاخرة بالعطاء حسب تدوينة نشرتها دار الكتب الوطنية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك.
وقد أشرف المدير العام لدار الكتب الوطنية، خالد كشير، على إمضاء اتفاقية الهبة خلال زيارة رسمية أداها إلى منزل الفقيد بمنطقة قرطاج. وتأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز الرصيد الوطني من المراجع والكتب، الذي تسهر المؤسسة على حفظه وإتاحته لفائدة الباحثين والقراء.
وتضم مكتبة الشاذلي القليبي مجموعة قيّمة من الكتب والمراجع المتنوعة، التي راكمها طيلة حياته الحافلة بالمسؤوليات الكبرى، حيث تقلد مناصب رفيعة في الدولة، من بينها وزير الثقافة، ووزير الإعلام، ووزير مدير للديوان الرئاسي، إلى جانب توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتمثل هذه الهبة مساهمة نوعية في إثراء المشهد الثقافي الوطني، خصوصًا أنها تعكس مسيرة شخصية ساهمت بعمق في صياغة السياسات الثقافية والإعلامية لتونس الحديثة، وكانت صوتًا عربيًا متميزًا في المحافل الإقليمية والدولية.
وقد حضر مراسم التوقيع كل من نجلة الفقيد والمسؤول عن مكتبته، إلى جانب عدد من إطارات دار الكتب الوطنية، الذين عبّروا عن اعتزازهم بانضمام هذا الرصيد الفكري إلى المؤسسة، معتبرين إياه مرجعًا مهمًا للمهتمين بتاريخ تونس المعاصر وللباحثين في الشأنين الثقافي والسياسي.
تمثل هذه المبادرة لفتة رمزية سامية، تؤكد أن إرث الشاذلي القليبي سيظل حيًا في ذاكرة الوطن، وأن الثقافة تبقى الجسر الأمثل بين الأجيال، تحفظ التاريخ وتُنير المستقبل.
كاتب
