
شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس اليوم تحركات واسعة شارك فيها عدد كبير من النقابيين والمواطنين، في ما وصفه محمد عباس، الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي بصفاقس لتوميديا ، بـ”الهبة العفوية” للدفاع عن الاتحاد العام التونسي للشغل ضد ما اعتبره تهديدًا من أطراف معادية للمنظمة الشغيلة.
وقال عباس إن “ما حدث اليوم ليس تجمعًا بدعوة رسمية من الاتحاد، بل هبة تلقائية من مناضلات ومناضلي الاتحاد الذين توافدوا من مختلف الجهات لحماية مقرهم في صفاقس، بعد تزايد الحديث عن نوايا الاعتداء على الاتحاد”.
وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي بعد “الهجمة التي طالت المقر المركزي للاتحاد يوم 7 أوت من قبل من وصفهم بـ’ميليشيات المسار’، إضافة إلى تداول دعوات لتجمّعات في 24 جهة تهدف إلى ما يسمى ‘تطهير الاتحاد’، وهو ما أثار قلق النقابيين”.
كما عبّر عباس عن استغرابه من الحضور الأمني المكثف أمام مقر الاتحاد الجهوي اليوم، مؤكدًا أن “جهة صفاقس كانت ولا تزال عصيّة على كل من يحاول المسّ من الاتحاد، وأن هذه الرسالة وصلت بوضوح اليوم”.
وفي حديثه عن مطالب النقابيين، شدّد عباس على أن الاتحاد “لا يطلب سوى الحوار والتفاوض وتطبيق الاتفاقات الموقعة، إلى جانب حقه المشروع كشريك اجتماعي فاعل وفقًا للدستور والاتفاقات الدولية التي صادقت عليها تونس”.
وأضاف: “نحن لا نريد الفوضى، بل نطالب بجلسات صلح وحوار تعيد التوازن للمناخ الاجتماعي، خاصة في ظل تدهور القدرة الشرائية وغلاء المعيشة الذي يرهق المواطن التونسي”.
وختم عباس تصريحه برسالة إلى السلطة: “نأمل أن تكون هناك مراجعة حقيقية للمواقف، وأن تعود الدولة إلى نهج الحوار، فخطاب الفتنة والكراهية جرّبناه سابقًا، وكانت نتائجه مأساوية على البلاد”، مذكّرًا بحادثتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.