
أكد رضا الزغمي، السياسي والبرلماني السابق لتوميديا خلال مشاركته في المسيرة الوطنية التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل، على أن هذا التاريخ سيظل محفورًا في ذاكرة التونسيين، باعتباره محطة مفصلية في الصراع القائم بين السلطة الحالية والمنظمات الوطنية، وعلى رأسها الاتحاد.
وأكد الزغمي أن ما نشهده اليوم ليس معزولًا، بل هو امتداد لمسار بدأ منذ 25 جويلية 2021، تقوم من خلاله السلطة باستهداف ممنهج لـ”الأجسام الوسيطة” في المجتمع التونسي، من أحزاب سياسية، ومنظمات وطنية، وهياكل نقابية، في محاولة لفرض مشروع سياسي فرداني لا يعترف بالتعدد والتشاركية.
وقال الزغمي إن الاتحاد العام التونسي للشغل لطالما وقف في صف الحريات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والمدنية، وهو اليوم يُواجه مجددًا محاولات التضييق والهرسلة، تمامًا كما حدث في محطات سابقة من تاريخ البلاد.
وأضاف: “كلما علا صوت الاتحاد دفاعًا عن كرامة التونسيين، إلا ووجد نفسه في مواجهة مفتوحة مع السلطة، لكنها معركة مبدئية، ولن يتنازل عنها الاتحاد.”
وانتقد الزغمي ما أسماه “الوهم الطوباوي” الذي تتبناه السلطة القائمة، التي لا تؤمن لا بالأحزاب ولا بالمنظمات الوطنية، وتسعى لتفكيك المشهد السياسي والاجتماعي لصالح رؤية ضبابية، قائلاً: “مشروع الحكم القائم اليوم لا يملك بدائل حقيقية، بل يراهن على تكسير المؤسسات الوسيطة لإرساء منظومة حكم مغلقة، وهو بذلك لا يضرب فقط الاتحاد، بل يضرب عمق الديمقراطية التونسية.”
و قال الزغمي إن الاتحاد والمنظمات الوطنية ليست كيانات ثانوية بل هي من ركائز الدولة التونسية الحديثة، مضيفًا: “حلّ المنظمات، كما حُلّ البرلمان سابقًا، هو خطوة نحو اللا دولة، وأي تواطؤ أو صمت شعبي هو مشاركة ضمنية في هذا الانهيار.”
كما أكد الزغمي أن المعركة اليوم لم تعد فقط مع السلطة، بل مع تصور كامل للدولة والديمقراطية، داعيًا القوى الحية في البلاد إلى الالتفاف حول الاتحاد والمنظمات الوطنية للدفاع عن الحريات ودولة القانون.