الأخباررأي

بن سالم يدين اعتقال القاضي مراد المسعودي وتعنيفه أمام عائلته دون شرح الأسباب

الناشط السياسي المعارض أسامة بن سالم يؤكد اعتراض القاضي المسعودي على "إجراءات 25 جويلية" لأن حلمه "كان وطنٍ لا ظلم فيه"

تناول الناشط السياسي أسامة بن سالم, حياة و ميسرة القاضي الموقوف حاليا و “المغيب قسريا” وفق رواية عائلته مراد المسعودي في تدوينة له, نشرها اليوم السبت 16 أوت 2025, اختار لها عنوان “شاب من جراح الوطن”.
وقد تحدث بن سالم عن القاضي المعفى سابقا مراد المسعودي وعن أبرز المحطات في حياته العملية و النضالية و صدامه مع السلطة في سنة 2021 عقب فرض الاجراءات الاستثنائية و قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية و اتهامه بالتزوير في التزكيات المقدمة و دفاعه المستميت عن نفسه و في ما يلي نص التدوينة:
مراد المسعودي، شاب تونسي من أرياف الوطن القبلي، آمن بأن العلم يمكن أن يكون مصعدًا اجتماعيًا حقيقيًا، وأن دراسة القانون والتشبع بروح العدالة مسارٌ لبناء وطنٍ راقٍ بلا ظلم ولا استبداد. اجتهد وكافح حتى تميز في دراسته، وجلس على كرسي العدالة قاضيًا لسنوات، متدرجًا في الرتب، متنقلًا من محكمة إلى أخرى، من العاصمة إلى القصرين ثم إلى العاصمة من جديد، ومن الاختصاص المدني إلى قطب مكافحة الإرهاب.”
بعد الثورة، أسس جمعية القضاة الشبان وترأسها، سالكًا مسارًا نقابيًا كرّسه للدفاع عن منظوريه من شباب العدالة، حتى انحرفت السلطة بالانقلاب على الدستور، فكان المسعودي من أوائل من أصدروا البيانات الرافضة لما أقدم عليه الرئيس، حيث قدم قراءة دستورية تسقط كل إجراءات 25 جويلية. أقدم على الوقوف في وجه السلطة وهو القاضي الشاب المباشر لعمله، والخالي سجله العدلي من أي شائبة، وأقدم على ذلك دون التفكير في مستقبله، أو في زوجته أو حتى ابنته الصغيرة. كان وقوده الوحيد في ذلك التحرك حلمه بوطنٍ لا ظلم فيه…”
طبعًا، نال جزاءه عاجلًا، ووقع عزله من مهمته رغم إنصاف المحكمة الإدارية له، ثم تم تجويعه بتواطؤ عمادة المحامين التي رفضت إدراج جميع القضاة الذين عزلهم الانقلاب.
في سنة 2024، ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، قرر المسعودي الترشح أمام تعنت السلطة وامتناعها عن تمكين أغلب المترشحين من بطاقة خلو السجل العدلي (بطاقة عدد 3) والتي كان هو قد تحصّل عليها في غفلة، وشرع في جمع التزكيات المطلوبة لاستكمال الشروط.
بعد إعلانه نية الترشح، بدأ يستقبل بعض الاتصالات من شباب عبروا عن نيتهم مساعدته في جمع التزكيات، وهو أمر مشروع وفق القانون، إلا أن أحد الذين عرضوا عليه المساعدة كان أمره مريبًا، حيث ادعى أنه نجح في جمع آلاف من التزكيات، وطلب منه في مرحلة أولى توكيله لهذا التطوع، ثم طلب مقابلًا لما ادعاه أتعابًا، لكن المسعودي، بحدسه القضائي، شك في سلامة التزكيات، فلم يستلمها منه.
أيام قليلة قبل غلق باب إيداع ملفات الترشح، اعتقلت السلطة الشخص الذي عرض جمع التزكيات، ليتضح أنها عصابة أعدت تزكيات مزورة باسم العديد من المترشحين، قصد محاولة بيعها لهم. ورغم أن المسعودي لم يستلمها ولم يستعملها، فإن المحكمة التي انتصبت على عجل أصدرت في شأنه وبعض المترشحين الآخرين حكمًا نافذًا فورًا في حقه، لمنعه من إيداع ملفه السليم.
طبعًا، اعترض المسعودي على الحكم لاحقًا، ليُحال من جديد في حالة سراح.
اليوم، يقع اعتقاله وتعنيفه أمام عائلته دون شرح الأسباب، ليكتشف محاميه لاحقًا أن المحكمة أصدرت منذ يومين حكمًا بسجنه دون علمه ودون حتى استدعائه.
مراد المسعودي شاب من جراح الوطن

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى