الأخبارحقوق

رجيبة : “عدوكم الحقيقي ليس الصوت الجاد بل ذاك الذي يُفبرك يُشيطن ويُغرق كل شيء في الضباب”

يكون الصمت أرقى من تعليق ساخر يُضعف المعنى، ويقوّي معسكر التشويه

أكدت الناشطة السياسية نزيهة رجيبة من خلال تدوينة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك على اثر تصريحات سامي الطاهري الأخيرة مؤكدة أن هذه التصريحات لم تحمل أي غموض حيث قال الطاهري: “قيادات الاتحاد دائمًا مستهدفة بتهم الإثراء من استخدام الصفة النقابية، ونحن لا نسمح بهذه الاتهامات ولا بالمحاكمات الشعبية، ومن يثبت القضاء فساده فلتصدر المحاكم أحكامها المناسبة”. كلام واضح، حاسم، ومحترِم للمؤسسات والدستور.
و قالت رجيبة :”من الطبيعي أن تواجهه أبواق النظام المعروفة بالسخرية والشيطنة. فهذا دأبها. غير أن ما يثير الألم حقًا، بل الصدمة، هو أن تصدر ردود مشابهة من أشخاص أعرفهم وأحترمهم. أشخاص لطالما اعتبرتهم من الأصوات الحرة والنزيهة، فإذا بهم اليوم يعاملون تصريحًا جادًا بمزيج من التكذيب والتهكم، وكأنهم في ملعب عبثي لا في ساحة رأي مسؤول.”
و أكدت رجيبة أن الاستخفاف بكل شيء، دون أدنى تفريق بين المقامات، مؤلم بين ما يُقال في مقام الجدية وما يحتمل التهكم، ثمة فرق وحين يُمحى هذا الفرق، يصبح النقاش مجرد ساحة للفكاهة السوداء التي لا تُبقي قيمة ولا تُؤسس وعيًا وفق قولها.
و اشارت أنهم دون  أن تقصدوا، يساهمون في نفس المسار الذي يخدم الاستبداد: التشكيك، التشويه، والتعميم المجاني. وهو نفس ما تمارسه “المدرسة الداكسية” التي تقتات على بث البلبلة وصناعة الاتهامات دون دليل، وإن اختلفت أدواتها.
فليس كل انتقاد دليل شجاعة، ولا كل سخرية تعبيرًا عن وعي. أحيانًا، يكون الصمت أرقى من تعليق ساخر يُضعف المعنى، ويقوّي معسكر التشويه. فالتهكم ليس موقفًا إذا جاء في غير مقامه، بل إضعافٌ للمواقف الجادة التي نحاول التمسك بها وسط فوضى مفتعلة على حد تعبيرها.
و ختمت رجيبة تدوينتها قائلة :”قولوا ما شئتم، لكن لا تنسوا أن عدوكم الحقيقي ليس الصوت الجاد، بل ذاك الذي يُفبرك، يُشيطن، ويُغرق كل شيء في الضباب”.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى