الأخباروطنية

وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان الفاضل الجزيري

الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين 11 أوت 2025 بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع

نعت وزارة الشؤون الثقافية الفنان الكبير الفاضل الجزيري، المؤلف والمخرج والمنتج التونسي، وأحد أبرز رواد المسرح والسينما والعروض الموسيقية في تونس والعالم العربي الذي وافته المنية فجر اليوم الاثنين 11 أوت 2025 بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع.

وكان الراحل من المبدعين الذين أثثوا مسارح المهرجانات التونسية بعروض مميزة منها مسرحية “آخرها مسرحية “جرانتي العزيزة” التي كانت آخر عروضه على ركح مسرح الحمامات مساء الأحد 10 أوت 2025، لتكون وداعه الفني لجمهوره في هذا الفضاء الذي طالما أحبه واحتفى به.

وُلد فاضل الجزيري سنة 1948 وظهر عشقه للمسرح في أواخر الستينات أثناء دراسته بالمعهد الصادقي بالعاصمة حيث انضم إلى نادي الشبيبة المدرسية المتخصص في الفن الرابع، قبل أن يتابع دراساته في لندن وباريس ويعود إلى تونس ليؤسس سنة 1971 “مهرجان المدينة” ضمن جمعية صيانة مدينة تونس العتيقة.

وفي سنة 1972 أسّس مع مجموعة من الشباب المسرحيين “فرقة مسرح الجنوب” بقفصة، مساهما في حركة اللامركزية الثقافية عبر أعمال مسرحية بارزة مثل “جحا والشرق الحائر” و”البرني والعتراء” و”محمد علي الحامي” و”الجازية الهلالية”. أطلق سنة 1975 مع الفاضل الجعايبي والحبيب المسروقي مسرحية “الكريطة” التي جابت عروضها البلاد لسنوات ثم شارك سنة 1976 في تأسيس “المسرح الجديد” مع محمد إدريس والفاضل الجعايبي والحبيب المسروقي، مقدّما أعمالا أصبحت مدرسة فنية مثل “العرس” و”الورثة” و”التحقيق” و”غسالة النوادر” مجسدا أدوارا رئيسية إلى جانب كبار الممثلين.

وبعد مغادرته “المسرح الجديد” سنة 1990، أسس “تونس للإنتاج” وواصل العمل المسرحي والسينمائي منتجا ومخرجا عدة أعمال مثل “لام” (1983) و”عرب” (1987) و”صاحب الحمار” (2012) و”العوّادة” (1989) التي افتتحت مهرجان الحمامات الدولي وأحرزت جائزة الإخراج في أيام قرطاج المسرحية. وفي العروض الموسيقية، أحدث الراحل نقلة نوعية بإعادة الاعتبار للتراث الشعبي والصوفي بدءا من “النوبة” (1991) التي عرضت في مهرجان قرطاج و”زينيث” بباريس، مرورا بـ “الحضرة” (1993) التي جابت المسارح العالمية، ووصولا إلى عروض متجددة مثل “نجوم” و”زغندة وعزوز” و”بني بني” و”المزود” و”زازا” و”عربون” و”حب زمن الحرب” و”كاليغولا”.

أما في السينما، فقد تميز منذ فيلم “العرس” (1976) و”غسالة النوادر”. وشارك في فيلم “عبور” وأنتج وأخرج فيلم “عرب” الحائز على “التانيت البرونزي” سنة 1988 والذي تم اختياره للعرض في مهرجان كان السينمائي سنة 1989. وفي رصيد الفقيد أفلام روائية طويلة بارزة مثل “ثلاثون” (2007) و”خسوف” (2016) و”القيرة” (2016). وتحقق حلمه الكبير سنة 2022 بافتتاح مركز الفنون بجزيرة جربة، تجسيدا لفكرته الجوهرية حول لامركزية الإبداع وتثمين التعابير الثقافية المتجذرة في تونس العميقة.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى