أكد مدير مهرجان سيدي الطاهر للأصالة والتراث, الكائن بعمادة المنقوش التابعة لمعتمدية بوسالم من ولاية جندوبة, ورئيس جمعية إحياء التراث بمجاز الشرف, لتوميديا اليوم السبت 09 أوت 2025, أن افتتاح الدورة الأولى للمهرجان ستكون انطلاقا من يوم 3 سبتمبر و ستتواصل إلى حدود يوم 5 سبتمبر 2025.
و تحدث الجوابي عن تاريخ زاوية سيدي الطاهر, و أهميتها الروحية لسكان المنطقة و المناطق المجاورة. مشيرا إلى أن الزاوية كانت بمثابت أول مسجد بالمنطقة يحتضن حفظة القرآن الكريم, وهو الدور الذي لعبته أغلب الزوايا في الحقب المختلفة من تاريخ تونس.حيث يعود بناؤها لعقود مضت.
و يضيف محدثنا أحمد الجوابي, أن نسب الولي الصالح سيدي الطاهر بن عبد الله بن تليل الشيخ الورع. يعود إلى أبناء القصرين الذين استوطنوا المنطقة, و تمكن من تجميع العشائر و العائلات بالجهة حول الزاوية. وتخليدا لذكراه أصبحت تنعقد سنويا احتفالات تدوم ليومين و يطلق عليها مصطلح “الزردة”, حيث يقوم الأهالي بذبح المواشي قربان للولي الصالح, و يحضر متساكني الجهة والمناطق المجاورة, لزيارته و الدعاء في محرابه, بأن تتحقق أمانيهم الحياتية و الأخروية.
ومع توسع المناسبة عبر السنوات, وتزايد مرتادو الولي الصالح سيدي الطاهر بن عبد الله, تطور النشاط الثقافي و الإحتفالي, ليتحول من مجرد إقامة”زردة” وفق التسمية المحلية, إلى مهرجان سنوي قائم الذات. وقد طلبت السلط المحلية بالمنطقة و نشطاء المجتمع المدني إلى منح المهرجان الصفة القانونية, و إدراجه ضمن قائمة المهرجانات الصيفية ذات البعد الثقافي و التراثي, وقد وقع إتمام كافة الإجراءات القانونية حيث من المنتظر افتتاح الدورة الأولى لهذا المهرجان يوم 3 سبتمبر 2025.
وذلك بعد تنسيق بين الهيئة المشرفة و الجهات الرسمية على غرار المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة و دار الثقافة ببوسالم. حيث تم تنظيم جلسة عمل في الغرض جمعت مدير المهرجان أحمد الجوابي و معتمد الجهة, لبحث التفاصيل التنظيمية و الاستعدادات الواجب اتخاذها لتأمين نجاح التظاهرة التراثية على أكمل وجه. حيث توجه بالشكر لكافة المتدخلين الذين ساهموا في الاعداد لهذه التظاهرة.
وستشمل الاحتفالات تنظيم سهرات ليلية فنية و ألعاب فروسية وفلكلور شعبي, بالإضافة لإقامة خيمة للتراث الشعبي الخاص بالمنطقة. و سيشرف والي الجهة على افتتاح الدورة الأولى لمهرجان سيدي الطاهر بحضور ممثلين جهويين و محليين.
كما أكد مدير المهرجان أحمد الجوابي, أن النسخة الأولى من الدورة ستكون بمثابة اختبار للمجهودات التنظيمية. و سيتواصل العمل على تطوير الحيث يعود بناؤها لعقود.مهرجان حتى يكتسب الاشعاع المحلي والجهوي ولما لا الوطني إن توفرت الإرادة. ومن بين المشروعات المقبلة للهيئة المشرفة, انجاز مشروع تهيئة شاملة لفضاء الزاوية ومحيطها الخارجي, عبر ترميمه و صيانته و تطوير بناه التحتية من شبكة إنارة و صرف صحي و ماء صالح للشراب.حتى تصبح جاهزة لاستقبال زائريها من مريدين و تجار, حيث أن مهرجان سيدي الطاهر للأصالة والتراث, تتجاوز البعدين الثقافي و التراثي لتأخذ بعدا اقتصاديا, إذ يحضر المناسبة الباعة والتجار و صغار الحرفيين و فلاحين من مختلف المناطق, لبيع منتوجاتهم و بضائعهم المختلفة, وبذلك تتحول التظاهرة إلى يوم للتسوق و الكسب.
