
أكد وزير التربية، نور الدين النوري، صباح اليوم الجمعة خلال حفل تتويج الفائزين في الدورة التاسعة من مسابقة “تحدي القراءة العربي”، أن “العودة إلى الكتاب هي في جوهرها عودة إلى الذات، إلى الأصالة، في زمن يشهد فيه تطوّر التكنولوجيا قطيعة مع القراءة، وهو ما يستوجب إعادة الاعتبار إلى الكتاب باعتباره رافعة أساسية للمعرفة وبناء الإنسان” حسب وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وقال نور الدين النوري بهذه المناسبة التي شهدت حضور سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس، إيمان السلامي، والوفد المرافق لها، إلى جانب عدد من الإطارات التربوية وأولياء التلاميذ والمربين، إن “وجودنا اليوم بين التلاميذ وأوليائهم ومؤطريهم التربويين، في إطار مشروع أطلقته دولة الإمارات الشقيقة، دليل على أننا نعيد للكتاب مكانته ونؤمن بأهميته إيماناً قاطعا يرقى إلى مستوى القداسة”.
وأضاف أن مسابقة “تحدي القراءة العربي” تحولت إلى تقليد سنوي يساهم في تعميق العلاقات التربوية والثقافية بين تونس ودولة الإمارات، مثمنا جهود مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم وما تبذله في سبيل توسيع قاعدة المطالعين في مختلف المراحل التعليمية.
وأشار وزير التربية إلى الأثر الإيجابي المتنامي للمسابقة، سواء على مستوى الإقبال على المطالعة داخل الأوساط المدرسية، أو في ما أحدثته من حركية نوعية داخل المكتبات العمومية والمؤسسات التربوية، معتبراً أن هذه الديناميكية تشكّل مؤشراً دالاً على حجم الجهد المشترك المبذول من أجل ترسيخ فعل القراءة في البيئة التربوية.
ولفت إلى أن الاهتمام بالطفل وبالمطالعة ليس فقط عنصرا أساسيا في بناء الشخصية المتوازنة، بل هو من بين المقومات الحضارية التي تنهض بها المجتمعات وتحصّن بها نفسها من آفات العنف والتطرّف، مضيفا أن الكتاب يفتح أبواب التعلّم الذاتي، ويغرس في الطفل الشغف بالمعرفة، والقدرة على التمييز بين الحقيقة والوهم، وعلى الاعتدال في المواقف حسب تقديره.
وأكد وزير التربية أن هذا التمشي يتقاطع مع توجهات الدولة التونسية، التي تضع الكتاب والمطالعة في صدارة اهتماماتها باعتبارهما حصنا منيعا ضد الجمود الفكري والتعصّب، ومدخلا لبناء مجتمع حرّ منفتح وواع. واعتبر أن ما تشهده الساحة التربوية من تحديات نتيجة الطفرة الرقمية والوسائط الاتصالية المتعددة، يُحمّل المنظومة التربوية مسؤولية تعزيز ثقافة الكتاب، حتى لا تتحول هذه الطفرة إلى عامل عزلة وقطيعة مع الفكر النقدي والتأمل الذاتي.
وفي سياق متصل، أشار نور الدين النوري إلى أن وزارة التربية، بالتنسيق مع شركائها من الفاعلين التربويين والجمعيات ومختلف هياكل الدولة، وضعت خطة وطنية وجهوية لتوسيع قاعدة المشاركين في مسابقة “تحدي القراءة العربي”، شملت اجتماعات تقييمية وتدخلات بيداغوجية وتنظيمية، إلى جانب دعم وزارة الشؤون الثقافية لهذا التوجّه من خلال احتضان مدينة الثقافة لهذه الفعالية.
كما نوه بالخطة الاتصالية التي اعتمدتها الوزارة، لتحفيز التلاميذ على المطالعة والتسجيل في المسابقة، عبر أنشطة ميدانية، ولقاءات تحسيسية، وزيارات موجهة للمكتبات، ولقاءات مع الكتّاب وتنظيم مسابقات ثقافية بين التلاميذ.