
في بيان صادر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك أعربت منظمة العفو الدولية فرع تونس عن بالغ قلقها إزاء الحكم،بالسجن ضد سنية الدهماني معتبرة إياه تعسفيًا وجزءًا من حملة أوسع تستهدف حرية التعبير.
واعتبرت المنظمة أن الدهماني تُعاقب فقط بسبب تعبيرها السلمي عن آرائها، في انتهاك صريح للحقوق المكفولة بموجب الدستور التونسي والمواثيق الدولية التي صادقت عليها البلاد.
ودعت المنظمة السلطات التونسية إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الدهماني،و وضع حد للملاحقات القضائية التي تستهدف الصحفيين، والمحامين، والناشطين لمجرد ممارسة حقهم في التعبير،الى جانب الدعوة الى احترام الالتزامات الدولية لتونس في مجال حقوق الإنسان، وخاصة ما يتعلق بحرية التعبير وضمانات المحاكمة العادلة.
و أكدت المنظمة أن الحكم الأخير ليس الأول من نوعه في حق الدهماني، بل يندرج ضمن سلسلة من القضايا التي استُهدفت فيها بسبب مواقفها العلنية.
ففي أكتوبر 2024، صدر بحقها حكم ابتدائي بالسجن لمدة عامين، تم تخفيفه لاحقًا في الاستئناف إلى 18 شهرًا، بموجب المرسوم عدد 54 المتعلق بمكافحة الجرائم السيبرنية، والذي أصبح أداة متكررة لقمع الأصوات المعارضة وفق قولهم.
وفي جويلية من العام ذاته، صدر ضدها حكم آخر بالسجن لمدة سنة، تم تقليصه إلى 8 أشهر في مرحلة الاستئناف. هذه الأحكام المتتالية تؤكد مسارًا واضحًا من التضييق القانوني على حرية التعبير، واستهداف ممنهج للمخالفين في الرأي على حد تعبيرهم.
و شددت المنظمة على أن ما يزيد من خطورة الوضع، هو ما شاب محاكمتها الأخيرة من خروقات إجرائية، إذ رفضت المحكمة مطلب هيئة الدفاع بتأخير الجلسة لتقديم نسخة من الحكم الاستئنافي السابق، ما دفع الفريق القانوني إلى الانسحاب احتجاجًا على ما اعتبروه خرقًا لحق المتقاضين في الدفاع العادل. ورغم هذا الانسحاب، أصدرت المحكمة حكمها غيابيًا، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية تعديًا صارخًا على أسس المحاكمة المنصفة وفق نص البيان.
مؤكدة أن هذا الحكم يثير مخاوف جدية بشأن المسار الحقوقي في تونس، الذي يشهد تراجعًا متسارعًا منذ سنوات، خاصة مع تواتر استخدام القوانين الزجرية والمراسيم الاستثنائية لتكميم الأصوات المعارضة. وتؤكد هذه القضية أن المساس بحرية التعبير لم يعد مقتصرًا على الصحفيين فحسب، بل بات يطال أيضًا المحامين والمدافعين عن الحريات، في بيئة سياسية وقضائية تتسم بمزيد من التضييق والانغلاق وفق قولهم.