
عبرت منى الغريبي، زوجة القاضي السجين بشير العكرمي من خلال فيديو نشرته صباح اليوم على شبكة التواصل الاجتماعي ، عبّرت عن حزنها العميق واستيائها من ما وصفته بـ”الظلم الصارخ” الذي يتعرض له زوجها، المسجون منذ فترة طويلة في ظروف قالت إنها غير إنسانية، و دون محاكمة عادلة، وفق تعبيرها.
و أشارت الغربي إلى أن جلسة 4 جويلية المقبلة ستكون لحظة فارقة، مؤكدة أن زوجها سيُحاكم لا لفساد أو تقصير، بل لأنه رفض التعليمات السياسية وتمسّك باستقلال القضاء، على حد قولها.
و أضافت إنّ زوجها “لم يعتدِ على أحد، ولم ينهب المال العام، بل عاش حياة بسيطة ومتواضعة، مثل عامة التونسيين، وربما أقل”، مؤكدة أنّ العكرمي “ظلّ على امتداد سنوات يمارس مهامه باستقامة، إلى أن قرّر البعض إسقاطه”.
ووجهت الغربي نداءً إلى زملائه القضاة من “أبناؤه وتلاميذه ورفاق دربه”، مطالبة إياهم بقراءة رسالته بضمير يقظ، بعيدًا عن حسابات الخوف أو الاصطفاف السياسي، مضيفة أن بشير العكرمي نكل به و أدخل مستشفى الرازي للأمراض النفسية .
و أبرزت الغربي المعاناة التي تعيشها عائلتها يوميًا. فبينما يقبع العكرمي في السجن، تكابد العائلة، وخاصة بناته، أعباء نفسية ومادية جسيمة، من بينها مشقة التنقل في درجات حرارة مرتفعة، وصعوبة الزيارة خلف الزجاج، وحرمان الأطفال من والدهم منذ سنتين ونصف.
كما وجهت الغربي انتقادات لاذعة لجمعية القضاة، معتبرة أن صمتها عن قضية العكرمي لا يعبّر عن الحياد بل عن الخوف. وأضافت أن رئيس الجمعية نفسه يتحدث في الكواليس عن براءة زوجها، لكن لا يجرؤ على إعلان ذلك في بيان أو موقف رسمي ، داعية القضاة الذين يعتبرون أنفسهم “نزهاء ومناضلين”، إلى عدم تجاهل قضية زميلهم، وإلى التمسك بالقسم الذي أدّوه يوم تسلّمهم مهنتهم على حد قولها.
وحمّلت الغربي مسؤولية ما يحدث إلى مؤسسات الدولة، وعلى رأسها السلطة القضائية، التي قالت إنها “خذلته، كما خذله المجتمع المدني وزملاؤه القضاة، الذين التزموا الصمت خوفاً من النقل أو العزل أو المحاسبة”.
وأشارت إلى أن قرار ختم البحث في قضية اغتيال شكري بلعيد قد صدر، وتم الاستناد فيه، بحسب قولها، إلى أعمال وبحوث وجهود كان العكرمي قد أنجزها بنفسه قبل سنوات، مضيفة: “الحكومة الحالية نفسها اعتمدت نتائج عمله، فكيف يُتهم الآن بالتقصير أو التواطؤ؟”.
كما انتقدت ما وصفته بـ”حملات التشويه”، معتبرة أن الهدف منها هو طمس الحقيقة وتقديم العكرمي ككبش فداء لإرضاء الرأي العام، مضيفة: “لو لم يكن بشير العكرمي على حق، لما جُنّ جنونهم منه، ولما حاولوا إخراجه من المعادلة بهذا الشكل العنيف”.
وأكدت الغربي أن “العدالة لا بد أن تنتصر، وأن القضاء لن يُصلح إلا إذا عاد بشير العكرمي إلى مكانه الطبيعي”، مشددة على أن عائلته “لن تسكت عن حقه، ولن تطلب شيئاً سوى تطبيق القانون”.