
نشر المخامي و عضو هيئة الدفاع عن الدهماني سمير ديلو تدوينة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايس فوك أكد من خلالها أن ما جرى اليوم في قصر العدالة لم يكن محاكمة، بل أقرب إلى مشهد عبثيّ مكتمل الأركان، خلا من أبسط مقوّمات المحاكمة العادلة، وأشبه بمجرّد حدث مغلق في قاعة محاطة برجال الأمن، حضرت فيها المتهمة مكبّلة اليدين، ودخلتها رافعة رأسها ورافعة يديها المقيّدتين، تحيّي الحاضرين بثبات وكبرياء وفق قوله.
و قال ديلو :”ما حدث لا يمكن وصفه حتّى بالمحاكمة الصوريّة، إذ لم يتوفّر فيه ما يستحقّ لاحقًا حتّى مجرّد التنديد الشكلي أو المطالبة بالمراجعة. لم يكن هناك استنطاق جدّي، ولا مرافعة، ولا فسحة للدفاع، بل مجرّد تسلسل إجراءات انتهى إلى حكم بدا وكأنه جاهز منذ البداية”.
و اشار ديلو أن أربع لحظات تختزل كلّ ما جرى انتصبت هيئة المحكمة، ودخلت سنية مرفوعة الرأس، تحيي الحاضرين رغم القيد في يديها ثم شرع القاضي في استنطاقها دون اعتبار لوجود المحامين، ولمّا احتجّوا، بدأ بتلقّي إعلامات النيابة دون ردّ و قدّم فريق الدفاع طلبًا لتأخير الجلسة من أجل إثبات اتصال القضاء بنفس الوقائع التي صدر فيها حكم ابتدائي واستئنافيّ سابق و بعد مداولة حينيّة قصيرة، لم تتعنَّ المحكمة حتّى عناء الرّدّ القانوني على الطلب”لم يُرفض صراحة، بل تجاوزته بعبارة تحمل دلالة عميقة على الوضع الحالي للقضاء: “قرّرت المحكمة حجز الملفّ للمفاوضة والتّصريح بالحكم.”
و قال ديلو :”وهكذا، تحوّلت مرافعاتنا إلى مجرّد جهد ضائع، وملفّاتنا وتقاريرنا إلى أوراق لا قيمة لها، ومصاريف الدولة في هذا “الحدث القضائي” إلى هدر صريح للمال العام إنها ليست مجرّد محاكمة غابت فيها شروط العدالة، بل لحظة فارقة تكشف عن منسوب التدهور الذي بلغه استقلال القضاء. عندما يُختزل القضاء في إجراء شكلي لإصدار حكم معدّ سلفًا، فإنّنا لا نكون أمام أزمة قانون فقط، بل أمام أزمة قيم ومؤسّسات وثقة مجتمع بأكمله”.