أنترفيوحقوق

ذكار لتوميديا : بلاغ وزارة الصحة محاولة لـ”خلط الأوراق” وتضليل الرأي العام من خلال الإيحاء بوجود تجاوب مع مطالب الأطباء الشبان

"الثقة بين الأطباء الشبان والوزارة تآكلت بسبب سياسة البلاغات الإعلامية بدل الحوار المباشر، وهي سياسة لن تزيد إلا في تعقيد الوضع

أكد وجيه ذكار رئيس الجمعية التونسية للأطباء الشبان مساء اليوم لتوميديا في تعليقه على البلاغ الأخير الصادر عن وزارة الصحة أن ما ورد في نص البلاغ يمثل محاولة واضحة لـ”خلط الأوراق” وتضليل الرأي العام، من خلال الإيحاء بوجود تجاوب مع مطالب الأطباء الشبان، في حين أن الواقع يعكس غيابًا تامًا لأي تفاوض مباشر وجدي منذ انطلاق التحركات.
وأوضح ذكار أن الوزارة عمدت إلى نشر بلاغ إعلامي تحدث عن تحقيق مطالب في محاولة لإظهار نوع من التفاعل، لكن ذلك لم يأت إثر أي مفاوضات مباشرة، بل تم بشكل أحادي الجانب، بعد أكثر من خمسين يومًا من الإضرابات ومقاطعة شاملة لمراكز المناوبة، وعلى رأسها مركز التربصات.
وأشار رئيس الجمعية إلى أن الوزارة استعادت في بلاغها بعض الإجراءات التي تم اتخاذها في ديسمبر 2024، على غرار ملف “بيت الطبيب” وبعض التحسينات التي شملت اختصاص الطب الداخلي، وهي ملفات قديمة تم تحقيقها بفضل نضالات سابقة، ولا يمكن اليوم اعتبارها استجابة فعلية لمطالب الحركة الحالية.
وأضاف أن البلاغ تجاهل جوهر مطالب الأطباء الشبان، ولم يتطرق إلى أهم نقطة وهي تحسين الوضعية المهنية والاجتماعية للطبيب الشاب، مكتفيًا بصياغة فضفاضة تتحدث عن “مراجعة شاملة”، دون أي تحديد لآجال أو إجراءات ملموسة.
وفي سياق متصل، أكد ذكار أن وزارة الصحة لم تفتح إلى اليوم قنوات تفاوض مباشر، رغم دعوات الجمعية المتكررة، مشيرًا إلى أن الوزارة وجهت مؤخرًا دعوة للمرة الرابعة، بعد رفضها ثلاث دعوات سابقة، ما يُفقد هذا المسار كل جدية، خاصة في ظل انعدام الإرادة السياسية الحقيقية لحلحلة الأزمة.
وقال: “الثقة بين الأطباء الشبان والوزارة تآكلت بسبب سياسة البلاغات الإعلامية بدل الحوار المباشر، وهي سياسة لن تزيد إلا في تعقيد الوضع.”
وفي ما يتعلق بمسار التحركات، أوضح وجيه ذكار أن 1 جويلية 2025 سيكون المحطة الأخيرة ضمن هذا الشكل من النضال، حيث سيتم تنفيذ مقاطعة شاملة تمتد إلى كل المستشفيات، مؤكدًا أن ذلك اليوم قد يشهد فراغًا غير مسبوق في الأقسام الحساسة مثل الاستعجالي، وهو ما ينذر بأزمة حقيقية.
وختم بقوله: “نحن لا نرغب في التصعيد، لكننا اضطررنا إليه. ننتظر من وزارة الصحة أن تتحلى بالمسؤولية، وأن تتجنب معنا كارثة يوم 1 جويلية.” لا أحد  يتمنى أن يكون ذلك اليوم يومًا أسود في تاريخ الصحة العمومية.”

Authors

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى