الأخباررأي

ديلو يعبر عن امتعاضه الشديد من إجراءات التضييق التى يتعرض لها مساجين الرأي والنشطاء السياسيون

المحامي سمير ديلو يؤكد أن نقل السجناء المتهمين في قضية التآمر غير مفهومة و غير مبررة متسائلا عن الجهة التى قررت اتخاذ هذه الإجراءات والهدف من ذلك

نشر الناشط السياسي والمحامي سمير ديلو تدوينة على صفحته الرسمية على موقع فايسبوك اليوم السبت 31 ماي 2025, يعبر فيها عن استغرابه من حملة النقل التعسفية التي شملت عددا من المتهمين في قضايا سياسية وقضايا رأي وتعبير أبرزهم المتهمين في ما يسمى بقضية التآمر. حيث وقع نقلهم من السجن المدني بالمرناقية ليتم توزيعهم على عدة سجون بالجمهورية.

 

وقد سرد ديلو جملة المظالم والتضييقات التى يتعرض لها السجينات والسجناء داخل محبسهم سواء من طرف سجناء الحق العام حيث تعرضت الصحفية شذى الحاج مبارك إلى الضرب و التعنيف و سرقة أموالها ومتعلقاتها , في حين يتم التضييق على عدد من السجناء الآخرين سواء في المتابعة الطبية أو الأكل أو طلب كتب للمطالعة وغيرها من الإجراءات التى وصفها بـ التعسفية من قبل إدارة السجون. وفي ما يلي نص التدوينة. التي عنونها ب: إبعاد… يوميّات أسبوع من التّطويح .. عبر سجون ..مسار التّصحيح ..!

مرّ أسبوع لا يشبه سابقيه ، بدأ بزيارة لا يضاهيها وطأة على النّفس إلاّ الإحساس بالقهر إثر جنون الأحكام المتوِّج لعبثيّة المحاكمات ..!
* الإثنين 26-05-2025 / سجن المسعدين : هي زيارة أسعى لها بخطوات متثاقلة يحرّكها الإحساس بالواجب ويبطؤها التوجّس من رؤية الظّلم مكثّفا و مجسّدا في .. شذى الحاج مبارك ..!
بادرتني لائمة – على غير عادتها – : ” علاش وخّرتو عليّ ..!؟ “
اكتفيت بالإعتذار دون التّجرّؤ على تقديم أعذار قد تكون مقبولة و قد لا تكون كافية ..
” راني باش نموت .. حطّموني بدنيّا و نفسيّا ..نستنّى شهور باش نداوي .. ما يحبّ يقابلني حدّ م المسؤولين .. سجينة ع الإرهاب معايا في البيت ضربتني على يدّي قريب تكسّرهالي و ما سمعني حدّ .. موش مصدّقين الّي آنا ما نسمعش ، كيف يبدى المحامي يعيّط باش نسمعو والاّ يكتبلي في ورقة يضحكو عليّ و يقولولي هاك تسمع عايلتك في الزيارة كيف تكلّمهم في التّاليفون .. شطر دبشي يتسرق في البيت و ما يسمعني حدّ كيف نشكي .. ما نعرفش علاش موجودة في الحبس .. و لكن نحبّ ننقّل من جحيم المسعدين ….! “
علمت بعد يومين من زيارتها أنّه تمّت نقلتها لسجن بلّي و لا أظنّ أنّه كان لي دور في ذلك فلم أتعوّد سرعة التّفاعل .. إلاّ في نجاعة العقوبة و سرعة التّضييق ..
في كلمة ، شذى هي تجسيد للمحاكمة بالكمشة المجهولة ، كانت صحفيّة تمارس عملا إعلاميّا لا تجاوز فيه و لا خرق لأخلاقيّات المهنة فوجدت نفسها متّهمة برئاسة تحرير شركة خدمات إعلاميّة دون أيّ دليل و لا إثبات و لا حجّة ..
* الإربعاء 28 – 05- 2025 / سجن برج العامري : انتظار لمدّة 35 دقيقة تحت أشعّة شمس برج العامري ثم انتظار لمدّة 65 دقيقة قبل التمكّن من مقابلة مهدي بن غربيّة ، في خاتمة الزّيارة قال جملة تلخّص كلّ شيء : ” ما كفاتهمش الإتّهامات بالتّبييض و الإيقاف منذ قرابة الأربع سنوات ، ما كفاتهمش قضيّة التّآمر مع كيسنجر للتّشويش على الإنتخابات المحلّيّة ، توّ يحبّو يغتالوني معنويّا بقضيّة رحمة الله يرحمها ، سألت قاضي التّحقيق : سألتني على هويّتي و خبّرتني بالفصول القانونيّة أمّا ما خبّرتني شنيّة الأفعال المنسوبة ليّ .. جاوبني : آنا ننفّذ في قرار دائرة الإتّهام ..! “
* الإربعاء 28 – 05- 2025 / سجن المرناڤيّة : لا علاقة بين المعجمين اللذين يحتاجهما تأثيث الحوار مع معتقل السّيّارة ( حطّاب سلامة ) الذي نال حكمًا بالسّجن 4 سنوات ” على عملة عملتها كرهبة عارضها للبيع في محلّو ” تمّ تصويرها في المكان الخطإ و في التّوقيت غير المناسب ..! و الذي يكرّر عليك سؤالاً لا جواب لك عليه – رغم بساطته : ” آش نعمل هنا ..!؟ ” ، و بين النّقاش السّياسي و الفكري مع عصام و غازي و رضا و خيّام و الصّحبي و سي علي ..
* الخميس 29-05-2025 / سجن النّساء بمنّوبة : حدّثتني سنية الدّهماني عن سعادتها بقراءة رواية : Les immortels d’Agapia رغم أنّي تعمّدت أن أقصّ على العون المكلّف بتلقّي الكتب ما يسهّل على الرّقيب عمله : ” هي رواية كتبها قسّ من رومانيا و تدور أحداثها في المرتفعات الثلجيّة لمولدافيا .. ” و رغم ذلك قضّت لدى الرّقيب أسابيع طويلة أظنّ Virgil Gheorghiu استغرق أقلّ منها لكتابة روايته الرّائعة ..!
ما بقي في ذهني و أنا أغادر هذا السّجن ” ثقيل الظّلّ ” هو ما قالته سنية و هي خارجة من مكتب الزّيارة ” تصوّر يقولولك ما تاخو بطاقة الزّيارة كان ما تدخل .. أمّا ما تدخل كان بيها ..! آنا عملولي هكّاكة على الرّياضة ، ممنوع في البيت ، وباش تخرج لقاعة الرّياضة ( الّي Jeanette و Christine عندهم الحقّ فيها يوميّا ) يلزم ترخيص م الطّبيب طبيب الحبس يقلّك يلزم طبيب خارجي في السّبيطار ، و بعد ما تستنّى شهور يقلّك : شوف مع الادارة .. وهاذي ما هي إلاّ عيّنة .. تحسّ الّي الهدف من كلّ الإجراءات هو الجواب على سؤال وحيد : كيفاش يضيّقو عليك و يخلّيو حياتك أصعب و يخلّيوك مشغولة بأبسط و ” أتفه ” الحاجيات اليوميّة ..” ع الاقلّ المشرفة اسمها .. ملاك..! 😇
* الخميس 29-05-2025 / موقف السّيّارات قرب سجن النّساء بمنّوبة : أفتح الهاتف فأكتشف عشرات المكالمات والرّسائل النّصّيّة : تمّ ” إبعاد ” معتقلي قضيّة ” التّآمر ” الوهميّ إلى سجون مختلفة في أنحاء البلاد ، تعوّدت أن لا أستغرب شيئا في هذه الظّروف الكالحة المغبرّة و لكن كنت مخطئا حين قلت – بعد صدور الأحكام الإبتدائيّة – للمنوّبين وعائلاتهم أنّ ” النُّقل التّنكيليّة ” منتظرة .. و لكن بعد الأحكام النّهائيّة ، كما هو معتاد في القضايا ” العاديّة ” و الإجراءات ” العاديّة ” مع المعتقلين ” العاديّين ” ..
لم يفهم أيّ من الزّملاء المحامين السّبب الذي يجعل الهيئة العامّة للسّجون ( التي حطّمت كلّ الأرقام القياسيّة في بلاغات التّكذيب و الشّكايات المقدّمة بالمحامين الذين يتجرّؤون على انتقاد الظّروف السّجنيّة ) تقرّر نقلة غازي الشّوّاشي إلى سجن النّاظور ( و هو سجن مخصّص للمحكومين نهائيّا من ذوي الأحكام الطّويلة ) و عصام الشّابي لسجن برج الرّومي و رضا بلحاج لسجن سليانة و كمال البدوي لسجن السّرس و حطّاب سلامة لسجن بلاّريجيا ( قرب جندوبة ) و الصّحبي عتيق لسجن برج الرّومي قبل أسبوع من جلسة محاكمته في أريانة ..!
* الجمعة 30-05-2025 : انطلقت العائلات في اتّجاه سجن المرناڤيّة بحثًا عن معلومة تنيرها حول مصير أبنائها و بعضها توجّه إلى مراكز البريد بعد أن اكتشف أنّ حساب السّجين في البريد يغلق إذا تمّت نقلته لسجن آخر ..و انطلقت سيّارات المحامين في اتّجاهات متعدّدة ، يسر و سامي في اتّجاه سليانة و هيفاء و حسن و سمير في اتّجاه النّاظور و برج الرّومي وآخرون في اتّجاهات أخرى ، و حصيلة اليوم الشّاقّ أسئلة تبحث عن أجوبة مقنعة :
هل يكفي اعتذار مدير سجن سليانة للأستاذة يسر لإقناعها بأنّ الإستيلاء على هاتفها الجوّال و إعادته ( إثر احتجاجها ) مفتوحًا بعد أن تركته مغلقًا – قبل الزّيارة – في الخزانة عدد 5 بقاعة الإستقبال في السّجن .. هو أمر عاديّ و لا خلفيّة تلصّصيّة له ..!؟
هل أنّ ترك العائلات ساعات طوالا تتقاذفها الحيرة و الإشاعات دون معلومة دقيقة عن مصير أبنائها ، و دون الإتّصال بها رسميّا من إدارة السّجن ، كما يفرض ذلك الفصل 14 من قانون السّجون ، هو مجرّد سهو لا يخفي رغبة في التّشفّي و التّنكيل ..!؟
هل أنّ تنفيذ عمليّة النّقلة من سجن المرناڤيّة بعدد كبير من الأعوان الملثّمين ، وجرجرة غازي من غرفته إلى سيّارة السّجن ( وحجز كرّاساته ومرافعته المكتوبة عن نفسه في قضيّته التي لا تزال منشورة ) كما لو أنّ محاكمة غازي و عصام و رضا و الصّحبي بموجب قانون مكافحة الإرهاب تكفي ليصدّق من يحاكمهم ، و يتحكّم في أدقّ تفاصيل حياتهم ، أنّهم إرهابيّون فعلاً ..!؟
و السّؤال الأهمّ : من يشرف على كلّ هذا ؟ من صاحب القرار في أسئلة من ؟ماذا ؟متى ؟و كيف ؟ من اتّخذ قرار إبعاد المعتقلين عن عائلاتهم و محاميهم و قاضيهم .. و محاكمتهم لا زالت متواصلة ، و كأنّ طورها الإستئنافي مجرّد شكليّة ( و كما قال غازي ” هزّوني للنّاظور ، حبس محكومين ، بالنّسبة ليهم الحكم صدر ديجا ..! ” ) ، و قبل ذلك : من اتّخذ قرار الإستناد في تأثيث 99% من الملفّ بسخافات الشّاهد المحجوب/المعلوم الهويّة ..!؟
لكلّ مرحلة عنوان ، كان عنوان مرحلة بن علي : التّعذيب ، و عنوان مرحلة الإنتقال الدّيمقراطي المغدور : حرّيّة الفوضى و فوضى الحرّيّة ، و لا شكّ لديّ في أنّ عنوان المرحلة الحاليّة هو :
الظّلم •

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى