أنترفيوثقافة

البجاوي لتوميديا: “مدد..مدد” رواية ذات أبعاد فلسفية تعالج صراع البعدين المادي و الأخلاقي في حياتنا

الكاتب الروائي مراد البجاوي يؤكد أن الوسائط التكنولوجية اليوم لن تعوض دور الكتاب في حياة البشر واليابان أبرز مثال داعيا الإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم في الترويج للبحث عن الفن و الجمال و الأدب والثقافة من خلال المطالعة

عبر الكاتب الروائي مراد البجاوي لتوميديا, اليوم الجمعة 30 ماي 2025, عن سعادته الغامرة لصدور مولوده الأدبي رقم 13 في سلسلة إنتاجاته الأدبية والثقافية, بعنوان مدد.. مدد, منذ بعض الأسابيع حيث وقع الإحتفاء بها نقديا وجماهيريا في تظاهرات عدة على رأسها معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 39, و في صالون سوسة الدولي للكتاب, كما أشاد بها عدد من المختصين في النقد الروائي والأدبي.

واعتبر البجاوي أن مدونته الروائية الأخيرة “مدد.. مدد” لها وضع خاص في قلبه, لما احتوته من تفاعل وجداني و ملحمة تاريخية روحانية. وقد قدمها الكاتب عباس سليمان و قام بنشرها دار الأدب الوجيز تونس, و تابعتها قانونيا المحامية سميحة خلفي لعدم تعارض المحتوى مع أي نص قانوني أو قرار قضائي.

بطل الرواية الرئيسي بحسب كاتبها هو “زيدان” الذي تتلاطمه أمواج الحيرة و الشكوك من منطلق تساؤل فلسفي حياتي:” هل يمكن أن نعيش بالمادة دون اعتبار للأخلاق و القيم و المبادئ” وهل تستقيم حياة البشر بهذه الطريقة؟ رحلة من التساؤلات يبحث عنها البطل, و تتماهى مع ما يطرحه أي فرد اليوم في حياة تعج بالتحديات السوسيولوجية و الأخلاقية والمعرفية والحضارية.

الكاتب الروائي مراد البجاوي تحدث لتوميديا عن تناول بعض الصحف التونسية والعربية لكتابه بالتحليل و النقد والدراسة, من ذلك ما نشر على صفحات صحيفة القدس العربي اللندنية من خلال دراسة قدمها د. رياض خليف بعنوان “زيدان بين الغار و السجن.. سبب العزلة في رواية مدد.. مدد”. كما صدر في جريدة المغرب مقال مطول تحت عنوان: إمعان في الغرائبية.. سؤال عن قيمة الإنسان في وطنه” للصحفية مفيدة خليل. احتفت فيه برواية مدد ..مدد  وعالجت مواطن الإبداع فيها.

المبدع الروائي مراد البجاوي أصدر أول انتاجاته الروائية بين سنة 2008 و 2009, من خلال باكورة أعماله “يوسف كما شاء”, تلتها رواية في “بيتنا قناص” ثم “الثائرة” تلتها رواية “هيجوج و ميجوج”, كما صدرت عنه رواية “تمارة الأندلسية”, وكانت رواية “اللبة أو اللبؤة ” هدية لمن كانت سببا في مجيئه لهذه الحياة وهذه الدنيا و هي الوالدة. ردا لجزء بسيط من فضائلها و نهر حنانها. وهي أيضا رد جميل لكل إمرأة و أم تونسية ضحت وتضحي من أجل أسرتها و إسعادها. 

كما كانت للكاتب مراد البجاوي تجربة إعلامية ثقافية امتدت لـ 25 سنة, لخصها في كتاب من الحجم الضخم و يحتوي على مقابلات أجراها خلال اشتغاله بالمجال الإعلامي المسموع لأبرز أعلام الثقافة و و الأدب و العلم في تونس, كما أنه بصدد إتمام تحفة إبداعية جديدة هي عبارة عن كتاب توثيقي, سيحمل عنوان “و أما بعد..” يلخص عصارة تجاربه الكتابية, منذ بدأت قريحته الأدبية في التشكل ثم التجسد من خلال المؤلفات الـ 13 التى صدرت إلى حد الآن, كما بدأ تفكيره يتجه إلى كتابة مؤلف يعمل عمقا أكبر للتجربة الروائية سيكون بعنوان” رواية مدد.. مدد من القراءة إلى التأويل”. متمنيا مواصلة دروب الكتابة و الإبداع مستقبلا و أن لا يجف سيل أحبار قلمه من الكتابة.

و بخصوص الإنتاجات الأدبية اليوم في تونس و موقع الكتاب اليوم من القراء, أكد البجاوي أن تونس مازالت و ستبقى ينبوع الثقافة و مصدر مهما للإنتاج الأدبي والثقافي بما تحظى به من كتاب و أدباء لهم مكانة على الساحتين المحلية و العربية. موجها دعوة لطيفة إلى الإعلاميين إلى تحمل مسؤوليتهم بترسيخ فكرة أن التونسي يجب أن تكون له علاقة بالكتاب رغم ما ما يقع ترويجه من البعض ربما عن حسن نية بعكس ذلك وأن الكتاب لم تعد له قيمة أو دور في عالم تتجاذبه الوسائط الذكية و عالم الديجيتال و غزوة مواقع التواصل الاجتماعي لكل ركن من حياتنا اليومية, إلا أن ذلك غير صحيح وفق تعبير البجاوي والدليل اليابان رائدة الصناعات التكنولوجية لكن شعبها من أكثر الشعوب نهما للقراءة والثقافة. لذلك لابد على الإعلامي أن يروج للجمال و الفن و الأدب من خلال المطالعات.

تنتظر الأديب و الروائي مراد البجاوي ابن مدينة تستور و صاحب المسيرة البيداغوجية والإعلامية والأدبية الكبيرة, مواعيد ثقافية و أدبية مهمة من خلال منتديات ومهرجانات ولقاءات, ستنضم في تستور و وادي الزرقة ونابل وبنزرت والكاف ليكون القراء و جمهور الكلمة على موعد مع مؤلفاته و منتجاته الأدبية لا سيما تقديم رواية “مدد..مدد”

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى