الشكندالي لتوميديا: “سياسة التعويل على الذات” تفرض التركيز على القطاعات الاقتصادية المحلية الرافعة للنمو الاقتصادي
الأستاذ الجامعي والمحلل الاقتصادي رضا اشكندالي يؤكد أنه على الدولة التونسية التوجه نحو الاستثمار في الصحة والتعليم والنقل وتشجيع الإستثمار في المشاريع ذات القيمة المضافة العالية والتركيز على القطاع الفلاحي وتحقيق الأمن الطاقي

وضح الأستاذ الجامعي والمحلل الاقتصادي رضا الشكندالي لتوميديا اليوم الأربعاء 28 ماي 2025, أن ما قصده رئيس الجمهورية عند لقائه أول أمس ب رئيسة الحكومة سارة زعفراني الزنزري و وزيرة المالية مشكاة سلامة الخالدي, بإيجاد تصورات جديدة لتمويل الميزانية, من خلال مقاربة الإعتماد على الذات. إذ يعتبر الشكندالي أن الحكومة ذهبت في التصور المحاسباتي الضيّق والذي يركّز على التوازنات المالية دون غيرها، معتبرا أن هذا التصور خاطئ. وناتج عن رؤية ضيّقة لهذا المفهوم والذي لا يأخذ بعين الاعتبار مؤشرات الاقتصاد الحقيقي.
و كشف بالمناسبة رضا الشكندالي, بأن أي دولة تسعى للتعويل على الذات من خلال قدراتها الذاتية, تعتمد أساسا على مواردها البشرية وإنتاجها المحلي ومواردها المالية الذاتية. لكن نسب الهجرة المرتفعة للكفاءات التونسية خارج أرض الوطن وتراجع إنتاج الفسفاط وبعض المواد الفلاحية وخاصة عدم القدرة على تأمين الاكتفاء الذاتي للحبوب والتوجّه نحو دولة الجباية أو تحويل وجهة الموارد المالية نحو تمويل نفقات الدولة عوضا عن تمويل الاستثمار الخاص، تعكس المفهوم الخاطئ لتنزيل سياسة الاعتماد على الذات على أرض الواقع.
و أضاف الشكندالي أن الاعتماد على الذات، بالمفهوم الشامل للمعنى، لا يعني البتة الاعتماد كليا على الاقتراض المباشر من البنك المركزي أو تصحير السيولة النقدية لدى البنوك التونسية، فلهذا النوع من التمويل تداعياته السلبية على مؤشرات الاقتصاد الحقيقي. فالمفهوم المحاسباتي للتعويل على الذات والذي ذهبت فيه الحكومة يرضي المؤسسات المالية الدولية ومؤسسات الترقيم السيادي بما أنها تركّز على التوازنات المالية والدليل أن فيتش رايتينغ حسّنت في التصنيف السيادي لتونس خلال السنة الماضية اعتمادا على تحسّن التوازنات المالية الداخلية والخارجية.
في المقابل يشير المحلل الاقتصادي رضا الشكندالي, بأن هذه التوازنات المالية لا تلقى اهتماما من طرف الشعب التونسي، فما يهمه هو بالأساس مؤشرات الاقتصاد الحقيقي من تشغيل ونمو وتحسّن في المقدرة الشرائية.
و طالب الشكندالي من أجل حسن تنزيل مقاربة الاعتماد على الذات، التركيز على جملة من الأهداف أبرزها تثمين الموارد البشرية عبر الإنفاق في الصحة والتعليم والنقل وتشجيع الاستثمار في القطاعات ذات المحتوى المعرفي المرتفع والتركيز على القطاع الفلاحي القادر على تأمين الأمن الغذائي للتونسيين. و إيجاد حلول لتحقيق الأمن الطاقي.