الرمضاني لتوميديا: المطالبة بـ دمقرطة العمل الحقوقي داخل الرابطة و شفافية المعاملات مهم لكن بعض الأطراف تستعمل هذه الشعارات “حصان طروادة” لعرقلة عملها
الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني يؤكد أن السلطة السياسية مستفيدة من حملات الشيطنة ضد رابطة حقوق الإنسان لكن هناك أطراف سياسية و حزبية وأيديولوجية تريد أن تجعلها في صفها لمواجهة خصومها

قال الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني لتوميديا اليوم الأربعاء 21 ماي 2025, إن ما تتعرض له الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم من صراعات وتجاذبات لا نخرج عن فرضيتين اثنتين, إما استهداف الديمقراطية داخل الرابطة أو المطالبة الفعلية بمزيد تكريس مبدأ الديمقراطية و التشاور و الشفافية داخل الرابطة وهياكلها المختلفة.
واعتبر الرمضاني أن مواقفه مما يحدث داخل الرابطة حاليا يأتي في إطار تجربته السابقة باعتباره كان عضوا بها, حيث تقلد عدة مناصب من بينها رئيس فرع سابق , ونائب رئيس الرابطة عندما تحصلت على جائزة نوبل, وكاتب عام داخل الرابطة, ومن هذا المنطلق فهو يعتبر أن من يريدون الظهور بمظهر المدافع عن استقلالية الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, في أغلبهم ليسوا راضين عن أداء الرابطة في السنوات الأخيرة خاصة بعد 2023 و يعتبرونها اقتربت أكثر من مواقف منظمات المجتمع المدني وهو ما لم يعجب أطرافا كثيرة بما فيها السلطة السياسية, وفق رأيه.
واستغرب مسعود الرمضاني من ارتفاع الأصوات التى تطالب بالشفافية و الاستقلالية من داخل الرابطة في حين أن أهدافهم مختلفة عن الشعارات التى يرفعون, بل يجعلون من تلك الشعارات “حصان طروادة” لعرقلة عمل الرابطة وأنشطتها في الدفاع عن كل الحقوق مهما كانت أصحابها, مشددا في ذات الوقت على أهمية المطالبة بمزيد الشفافية في المعاملات داخل الرابطة و استقلالية و دمقرطة القرار بين مكوناتها وهياكلها.
و دعا الناشط الحقوقي مسعود الرمضاني كافة الديمقراطيين والسياسيين والنشطاء إلى المحافظة على ما اعتبره المكسب التاريخي وقلعة الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات, باعتباره أعرق و أقدم منظمة حقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان في إفريقيا. وكانت تدافع عن كل التيارات السياسية و الإيديولوجية والثقافية من إسلاميين ويساريين وليبراليين وغيرهم. رغم محاولات عدة وإخضاعها للسلطة السياسية القائمة عبر الأزمان من عهد بورقيبة إلى عهد المخلوع بن على, و كانت الرابطة من خلال تصميم بأبنائها تقاوم وتناضل و تتمسك بمبادئها وتعود للحياة من جديد و تعيش فترات من الانتعاش في نشاطها كحارس للحقوق و الحريات والديمقراطية.
بخصوص الأطراف التي تحاول عرقلة نشاط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان, و التشويش على أدائها أكد الرمضاني أن السلطة أكثر المستفيدين من تدجين الرابطة و عرقلة عملها, خاصة بعد أن انتقلت الرابطة من موقع إلى آخر وبدأت تتناول مواضيع وملفات لم تكن تتناولها سابقا في الفترة بين 2021 و ما تلاها و لكن انقلبت الصورة بعد سنة 2023, و أصبحت الرابطة تخوض في ملفات حقوقية أزعجت السلطة, ومؤخرا عندما أعلنت الرابطة والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية عن تنظيم مؤتمر وطني للحقوق و الحريات, رأت فيه السلطة الحاكمة نوع من التحدي من قبل الرابطة لذلك يبدو أنها لا تريد للمؤتمر أن ينعقد. لكن في المقابل هناك أطراف سياسية وحزبية و إيديولوجية يسعون بدورهم لإخضاع الرابطة وجعلها يدا يبطش بها و أداة يواجه بها خصومه السياسيين و الايديولوجيين.
و شدد مسعود الرمضاني في هذا الخصوص على وجوب تركيز الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على أمرين هامين, أن تكون الحقوق لكل الناس مبدأ أساسي في عملها, و أن لا تستثني أحدا مهما كانت أفكاره و معتقداته و توجهاته من تلك الحقوق السامية, وثانيا على الرابطة أن تكرس مزيد من الشفافية والديمقراطية في معاملاتها الداخلية مع الهياكل و الخارجية مع بقية الأطراف على الساحة الوطنية. كي تستطيع توحيد صفوفها و تغلق الباب أمام كل المحاولات الرامية لاستهدافها و إقصائها و إضعافها.