
كتب الناشط الحقوقي و الوزيرالسابق كمال جندوبي تدوينة على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك, بخصوص توقيف رجل الأعمال كمال اللطيف الحكم عليه بـ 66 سنة سجن في إطار ما عرف “بقضية التآمر”. وحملت التدوينة عنوان” كمال لطيف، لعنة الشيطنة… وصمت الجبناء”
الجندوبي أشار في تدوينته أن رجل الأعمال كمال لطيف، وقعت شيطنه لسنوات، وصُوّر كـ”رجل الظل”، ليقع اتهامه والحكم عليه بستة وستين عامًا من السجن. معتبرا تلك هذه العقوبة, ليست قرارًا قضائيًا، بل انتقام سياسي يُمارس زيفًا باسم “الدفاع عن الدولة”. ومحاولة محوه جسديًا، ورمزيًا، وسياسيًا – كما يُمحى سطر من كتاب التاريخ لا يراد له أن يُقرأ, وفق تعبيه..
واعتبر كمال الجندوبي أن هذه العقوبة تُرافقها قسوة أخرى تتمثل في الصمت, صمت يفرّ فيه كثيرون، خشية أن تُفسَّر أبسط كلمات التضامن على أنها تواطؤ، أو تعاطف غير مرحّب به. في هذا المناخ المسموم، ويشير الجندوبي في هذا الصدد بأنه يكفي ذكر اسم “لطيف” دون إدانة صريحة، حتى تُلقى عليك الشبهات، وتُلصق بك التهم، ويُلطَّخ اسمك. فيُسارع الناس إلى التنصّل، إلى الابتعاد.
خاطب الناشط الحقوقي و الوزير الأسبق كمال الجندوبي صديقه المسجون رجل الأعمال كمال اللطيف بالقول:”ظنّوا أنهم قادرون على دفنك حيًا حين حكموا عليك بـ 66 سنة سجن. ستة وستون عامًا! هذا الرقم يقول كل شيء: إنه ليس عقوبة، بل انتقام. لا يراد به تحقيق العدالة، بل محوك تمامًا. محاولة لطمس وجودك من ذاكرة الوطن، لانتزاع مساهمتك من سرديته الوطنية. لكن لا يُدفن حيًا رجل يرفع رأسه عاليًا ويحافظ على نظرته مستقيم”.
لفت الجندوبي إلى أن إسم صديقه اللطيف لطالما أثار الانقسام ومستخدما لأغراض ;شتى. حُصرت في دور، في صفة، في كاريكاتور. لكنه كان ينظر إليه كإنسان لديه عدة صفات يُساند الغير، أحيانًا في الخفاء، وأحيانًا ضد التيار. وهو الذي دفع ثمنا باهضا ويريدون منه أن يدفع من جديد. وفق نص التدوينة. معتبرا أن كمال اللطف كان ينظر إلى وطنه كشعار، بل قناعة يدافع عنها، حتى في أحلك الظروف، وحتى حين تلفظه.مؤكدا بأن اللطيف ربما كان رجل شبكات، نعم، لكنه أيضًا رجل التزامات. رجل نفوذ، ربما، لكنه أيضًا رجل وفاء. حسب تعبيره.
وفق هذا السياق أكد كمال الجندوبي أنه لا يطالب بالإفلات من العقاب، ولا بالنسيان. بل يطالب بعدالة حقيقية. بعدالة تسأل، تصغي، تواجه الوقائع ولا تنساق وراء الأوهام. عدالة تُدين على أساس أدلة، وتُصدر أحكامها بإنصاف، لا على أساس صور نمطية أو تصفيات سياسية. أما ما تعرض له اللطيف منذ عامين من الاعتقال، ومن محاكمة مشوهة فُرضت عليه ليس إلا تمثيلية قضائية،ومهزلة قانونية وفق وصفه.
وختم الناشط الحقوقي كمال الجندوبي تدوينته بالقول:”أكتب لك هذه الكلمات كما تُشعل شمعة في الظلام. ليس لأملٍ فارغ، بل للصمود، للمقاومة”،