جرجير لتوميديا: المنظمة الشغيلة لم يعد لها دور ريادي في الدفاع عن مصالح منظورها ونطالب بإدخال اصلاحات جذرية صلب القانون الأساسي و النظام الداخلي للاتحاد
الناشط والمعارض النقابي الحبيب جرجير يؤكد أن ذكرى عيد العمال تمر هذه السنة وسط تراجع خطير لمستوى الخدمات العمومية من نقل و صحة و تعليم و الإدارة يدفع ثمن هذا التردي الطبقة الشغيلة

قال الناشط والمعارض النقابي و عضو المكتب التنفيذي الجهوي السابق للاتحاد الجهوي بتونس, الحبيب جرجير لتوميديا اليوم الأربعاء 30 أفريل 2025, إن عيد العمال العالمي يأتي في فترة تعاني منها الطبقة الشغيلة من تبعات خطط الرأسمال الفاحش بمساعدة حكومات الدول. و تمر هذه الذكرى في ظرف تتجذر فيه الحركة العمالية و النقابية في تونس أكثر فأكثر باعتبارها رائدة في النشاط النقابي مقارنة بمثيلاتها العربية و الإفريقية. وهو ما يزيد من اعتزازنا وافتخارنا بالاتحاد العام التونسي للشغل منظمة عريقة و فاعلة في تاريخ تونس.
جرجير يؤكد أن الذكرى السنوية لعيد العمال يأتي في ظرفية يعيشها العمال في كافة دول العالم, تتميز بتسليط الضغوطات على العمل النقابي و التضييق عليه. وبالتالي تقهقر واضح للعمل النقابي, و تراجع للمكاسب أمام الغلاء الفاحش للسلع الاستهلاكية وارتفاع نسب التضخم في أغلب دول العالم, و بذلك تكون ذكرى عيد العمال مناسبة لتوحيد جهود النقابيين و الطبقة الشغيلة للتضامن العمالي,
كما أشار حبيب جرجير أن الذكرى السنوية لعيد العمال تمر, وسط تراجع خطير لمستوى الخدمات العمومية من نقل و صحة و تعليم و الإدارة. و من يدفع الثمن باهظا اليوم نتيجة هذا التردي الطبقة العاملة بصفة خاصة و عموم الشعب التونسي عموما.
و يضيف حبيب جرجير أن هذه الذكرى تمر وسط شعور مؤلم بالجرح الفلسطيني الغائر, حيث تقترب الحرب الإبادة على قطاع غزة من سنتها الثانية دون أي انفراجة, وسط مجازر و جرائم يرتكبها العدو الصهيوني ضد أهل غزة و الضفة دون محاسبة, وسط دمار غير مسبوق, وبذلك كل النقابيين سيعبرون غدا عن دعمهم للقضية الفلسطينية و مساندة أهالي غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية.
و في هذا السياق اتهم جرجير المتكب التنفيذي الحالي بالعجز التام أمام هذه التحديات والمشاكل بسبب الانشقاقات التى تنخر المنظمة حاليا وفق تعبيره, معتبرا أنها أصبحت فاقدة للمصداقية أمام المنخرطين, و أصبحت غير قادرة على تجميع كل الأطراف والفئات العمالية, و ذكر جرجير في هذا الصدد كيف وقع استثناء المنظمة الشغيلة من حوارات مجلة الشغل و تنقيحها, محملا المسؤولية في هذا الاستبعاد للسلطة و بصفة أكبر للمكتب التنفيذي الحالي الذي ساهم في ترذيل اتحاد الشغل و تهميشه بعد أن حادت على مبادئ الاتحاد و أهدافه من أجل مصالحها الشخصية و امتيازات ضيقة وفق تقديره.
وفي هذا السياق لفت جرجير إلى أن اتحاد الشغل اليوم محتاج إلى اصلاحات جذرية و حقيقية تمس من قانونه الأساسي ونظامه الداخلي, وغلق المنافذ أمام أي انحرافات نقابية و الفساد. مطالبا بتكوين لجنة للإشراف على المؤتمر القادم لأنه لم يعد هناك ثقة في القيادة الحالية وفق وصفه. ثم إقامة محاسبة شاملة لكل التجاوزات التي وقعت سابقا. ثم إقامة مصالحة نقابية حتى تستعيد المنظمة الشغيلة دورها و الإجماع النقابي حولها.