
تداولت اليوم الأربعاء 30 أفريل 2025, عدة حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي رسالة خطية من السجين السياسي و المحامي من رضا بلحاج إلى صديقه و زميل مهنته أحمد صواب، عبارة عن كلمات تضامن و استذكار للماضي الذي جمعهما و فترة التباعد بسبب الخيارات السياسية. مؤكدا له فيها أن الذي سجنهما يرتعد و خائف من لقاءهما داخل الزنزانة التي يفصل بينهما فيها جدار لا غير, لكنه وعدوه باللقاء خارج أسوار السجن وعن قريب. و جاء في رسالة بلحاج التالي:
“وأنا أتابع ما تتعرض له هذه الأيام بعد مواقفك التاريخية في الدفاع عن استقلالية القضاء، وهو هاجسك الأبدي، اجتاحتني ذكريات كثيرة من فترة التسعينات، حين كنا جارين في نهج أم كلثوم، وكان مسكنك ملاصقًا لمكتبي. كنت تصطحب ابنك صائب، وهو طفل صغير، إلى المحضنة ثم إلى المدرسة.”
ويضيف بلحاح “كنا كثيرًا ما نتقاسم قهوة الصباح، أو نشارك في “صحن تونسي” عند رضا، ونتبادل النقاشات في شتى المواضيع: الرياضة، السياسة، والقانون. ولا أنسى موقفك الشجاع في “أيام الجمر”، عندما كتبت مقالًا في صحيفة أسبوعية ضد صاحب نفوذ استولى على الرياضة، وكدت يومها أن تفقد عملك، بل وأن تسجن.”
كما حاول رضا بلحاج استذكار بعض الفترات التى جمعت بينهما و مشاعره تجاه صديقه حاليا فكتب يقول:”ورغم أن السياسة فرّقتنا في فترة من الفترات، فإن احترامي لك لم ينقطع، بل زاد إعجابي بك حين رأيت تصريحك أمام دار المحامي، وصورتك التاريخية وأنت تتحدى من أراد الزجّ بك في السجن. صديقي أحمد، ربما لا تفصلنا اليوم سوى أمتار قليلة داخل هذا السجن، وربما أنت في نفس الجناح الذي أقيم فيه، لكنني لا أراك، لأن من زجّ بك خلف القضبان يخشى لقاؤنا، ويرتعد منك. لكن، ثق أن لقاؤنا خارج هذه الأسوار قريب.”