الأخباررأي

عبد الرحمان: “سعيد تمكن من حكم البلاد عن طريق تطويع الإدارة و سياسة التمكين”

الوزير الأسبق فوزي عبد الرحمان يؤكد أن رئيس الجمهورية قيس سعيد استبدل الغطاء الحزبي بالولاء الإداري الذي أصبح بمثابت استراتيجية حكم

اعتبر الناشط السياسي و الوزير الأسبق فوزي عبد الرحمان اليوم السبت 12 أفريل 2025, أن إختار رئيس الجمهورية قيس سعيد أن يحكم مع الإدارة التونسية و بالإدارة. نهج ليس له أي خيار آخر غيره. “فهو لا يؤمن بالأحزاب لا عن قناعة و لكن من عدم قدرته على بناء حزب قوي يحمل أفكارا و برامج يستطيع أن يحكم به.” وفق وصفه .

و أكد عبد الرحمان في تدوينة له على حسابه الخاص على موقع فايسبوك أن يجعل الرئيس سعيد من سياسة التمكين في الإدارة في قلب إستراتيجية حكمه، معتبرا أن هذا النمط من الحكم يجعلك تضع الجميع تحت مظلة واحدة حتى لو حملت عناوين مختلفة وفق تعبيره.  سياسة التمكين هي بالأساس تمكين الولاءات (و لا تهم الخبرات) من مناصب المديرين العامين بالوزارات و المنشئات و كل المؤسسات.

و يضيف فوزي عبد الرحمان أنه منذ بعثها، لم تكن الإدارة التونسية مستقلة عن السلطة السياسية فهي كانت دوما في صلب و قال منظومة الحكم و كانت دائما مسيسة سواء مع الحزب الدستوري أو التجمع أو أحزاب ما بعد الثورة بل على مر السنين اكتسبت الإدارة التونسية نوعا من العقل الذي جعلها بمختلف مؤسساتها المركزية والجهوية ذراع الإستعمار الداخلي.

و يرى الوزير الأسبق أن الشيء الوحيد الذي تغير مع منظومة قيس سعيد أن الغطاء الحزبي (أي السياسي) لم يعد موجودا و لذلك فإن العقل الإداري الراهن إختار طوعيا الحكم مع منظومة الإستبداد و أصبح ذراعها الذي يستبق رغباتها و في نفس الوقت أصبح رهينة إبتزاز تحت مظلة رعب السلطة وقوانينها التي لم ولن تتغير “في مناخ الرعب ضروري للحكم بالإدارة و معها.”

وفي هذا السياق يعتبر عبد الرحمان أن انخراط الإدارة هو طوعي رغم خضوعه الظاهر نتيجة الخوف. وهنا طرح الناشط السياسي فوزي عبد الرحمان عدة تساؤلات عن المحكمة الدستورية وتنقيح القوانين البالية و ادخال تغييرات جوهرية على عدة منظومات التربية و الصحة و النقل و ذلك بالقول: “لماذا لا توجد محكمة دستورية إلى اليوم ؟ لماذا لم تتغير القوانين المعطلة للتنمية إلى اليوم ؟ لماذا لم تتغير القوانين السالبة للحرية إلى اليوم ؟ لماذا ليس لنا قانون صرف عصري ؟ لماذا لم تتغير منظومتنا التربوية التعيسة ؟ لماذا انحدرت منظومتنا الصحية ؟ لماذا تندثر منظومتنا الصناعية ؟ ولماذا لم نستطع خلق ثروة كافية و إدماجية و مستديمة ؟”

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى