
قال رئيس مؤسسة “سيدة الأرض” الفلسطينية كمال الحسيني لتوميديا اليوم السبت 29 مارس 2025 تعليقا على الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية التى ترتكب خلالها القوات الصهيونية جرائم متواصلة على الشعب الفلسطيني. قال إن الشعب الفلسطيني و مقاومته مدركين لاستراتيجية الغطرسة التى تتعامل بها السلطات الصهيونية, وهي ليست جديدة عليه. وهو ما يفسر الانتهاكات داخل قطاع غزة و الضفة الغربية المحتلة.
و لفت الحسيني إلى أن خريطة التوغلات الصهيونية لم تقتصر على الأراضي الفلسطينية التاريخية بل تعدتها لتشمل ما يعتقدونه في مخيلتهم الصهيونية بخارطة “إسرائيل الكبرى”, وتصل أطماعهم التوسعية عدة أقطار عربية. و يضربون عرض الحائط بكل القرارات الدولية. و مع كل يوم تزداد العمليات شراسة و انتقام . حيث وصلت الإعتداءات إلى دول الجوار مثل عمليات القصف التى نفذت و تنفذ باستمرار على الأراضي السورية و أخير عودة الهجمات على لبنان في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار. و هجمات تطال منطقة غور الأردن. ورغم كل هذه الاعتداءات لم يتبلور إلى حد الآن موقف عربي واضح.
في الأثناء أكد كمال الحسيني أن من يدفع الثمن غاليا حاليا هي غزة هاشم المنكوبة التى تشهد محرقة تبث مباشرة على الشاشات في مجازر لم يشهدها العالم سابقا لبشاعة جرائم الإبادة الجماعية للبشر والحجر. يرتكبها الإحتلال الصهيوني الغاشم أمام أعين العالم دون خجل أو ريبة.
و قد عبر رئيس مؤسسة “سيدة الأرض” الفلسطينية شعوره بالأسف لعدم تحرك الأشقاء العرب و أحرار العالم عامة أمام هذه الانتهاكات الخطيرة والمجازر المروعة, نتيجة الحالة الهستيرية التي يعيشها الكيان الصهيوني و حالة الانتقام المرضية من شعب أعزل. وأمام هذا التطور الخطير شدد الحسيني أن الشعب الفلسطيني باق و لن يغادر مهما فعل الصهاينة. مؤكدا “إما سنبقى فوق هذه الأرض أو سندفن تحتها”.
و بخصوص خروج بعض المجموعات الفلسطينية داخل قطاع غزة للتظاهر ضد الوضع القائم و حالة الدمار الواسعة أكد كمال الحسيني أن الشعب الفلسطيني يشعر بوجع كبير و ظلم أكبر “لا يمكن أن يوصف ولا تستطيع الكلمات التعبير عنه”, وأن ما تعرض له طيلة سنة ونصف تقريبا لم يمر على أي شعب في العالم. في غزة هاشم لا يوجد أيا من مقومات الحياة البسيطة وفق تعبير الحسيني, وعليه فإن قوة التحمل لدى الفلسطينيين في غزة تفوق الإرادة البشرية و كمية التضحيات التى قدمها الشعب الفلسطيني خارقة للنواميس الكونية لأي شعب و رغم ذلك الجميع صابر ومحتسب. وعليه فهناك من أراد التعبير ولو بالتظاهر عن ذلك الوجع و الخذلان من الجميع. والتظاهر والتعبير يبقى حق مشروع لكل فرد.
وفي ذات السياق يؤكد كمال الحسيني أن الخسائر مرعبة حيث أقدم الجيش الصهيوني على مسح 14 ألف عائلة فلسطينية من سجلات الأحياء.عدد الشهداء وصل لحوالي 51 ألف شهيد, و حوالي 12 ألف مفقود تحت الأنقاض وهم في عداد الشهداء. ناهيك عن حوالي 115 ألف جريح. أيضا 90 بالمائة من المناطق المأهولة في غزة تحولت إلى ركام. لذلك لا يمكن أن نطالب شخص خرج للتظاهر بإدانة قراره لأن طاقة الاحتمال وصلت للمستحيل. ورغم كل هذه التحولات مازلت بوصلة المقاومة ما زالت مستمرة وهي الطريق الوحيد للفلسطينيين. لأن المقاومة حسب رأيه ليست مسمى وإنما هي حالة وجدانية فلسطينية. فكل فرد فلسطيني هو مناضل ومقاوم بالفترة. وتبقى المناعة الوطنية أقوى لأن الفلسطيني ليس أمامه أي خيار غير المقاومة.