أنترفيووطنية

الحجلاوي لتوميديا: “الدعوات للتراجع عن اعتماد رؤية الهلال وسيلةً لتحديد الأعياد و رمضان تفرق التونسيين و تنم عن غياب ثقافة دينية لدى أصحابها”

ناجي الحجلاوي الأستاذ المحاضر بالجامعة الزيتونية يؤكد أن رؤية الهلال سواء كانت بصرية أو أدواتية فإنها جاءت لتسهيل حياة المسلمين أينما وجدوا في علاقة بتطبيق شعائرهم

أكد الدكتور ناجي الحجلاوي الأستاذ المحاضر بالجامعة الزيتونية لتوميديا اليوم  السبت 29 مارس 2025, ضرورة الإنطلاق من أصول الدين الحنيف لفهم مسألة الدعوة لاعتماد الرؤية للأشهر القمرية لتحديد الأعياد الدينية و شهر رمضان. ذلك أن الشاهد الديني القرآني يقول من شهد منكم الشهر فليصمه,  تشمل الرؤية البصرية و تتجاوزها إلى الرؤية الذهنية لمسألة علمية صرفة.

و يشير الحجلاوي إلى أنه جاء في تفسير لسان العرب أنها تشمل الحضور و الحياة والعلم. فإذا شوهد الهلال علميا في مكان ما من البلاد الإسلامية لا يضر أن بقية الأماكن أن تعتمد هذه الرؤية, لأن المسألة ليست مرتبطة فقط بالعين المجردة,  و إنما هو خبر علمي يشاع, له علاقة بالظواهر الكونية. وبناء على الثقة الموجودة بين البلدان الإسلامية بمجرد أن يقع إعلام رؤية الهلال بالتقدير العلمي أو بالتقدير الأدواتي فذلك لا يتسبب في أي حرج لبقية المسلمين أن يعتمدوا هذه الشهادة.

و بخصوص انتشار دعوات على مواقع التواصل الإجتماعي تطالب بالتراجع عن اعتماد رؤية الهلال وسيلةً رسمية لتحديد الأعياد الدينية وشهر رمضان. مثلما ذهب إلى ذلك المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة والذي اعتبر أن الاعتماد على رؤية الهلال “وضعيات مُتخلّفة تعيق السير الطبيعي للحياة في القرن الحادي والعشرين ونكرانا للعلم وللتقدّم والتحضّر”. و بأن العودة إلى الإعتماد على الرؤية وهو “قفزة إلى الوراء”. رد الدكتور ناجي الحجلاوي بأن هذه الدعوات و المواقف تنم أولا عن خطإ معرفي وعلمي بالمسألة. كما أنه يندرج ضمن المسألة الأخلاقية تسهل تنابز التونسيون بالألقاب و تقع بينهم سخرية و نعت جزء منهم بالتخلف. 

و أضاف الأستاذ المحاضر بالجامعة الزيتونية الأستاذ المحاضر بالجامعة الزيتونية  أن مثل هذه الدعوات المثارة بإسم المدنية والقوانين الحداثية للهجوم على الفكرة, تؤدي بالتالي إلى تمزق الوعي الثقافي والديني بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد. وهو ما يدعو الوحي الإلهي المُنزل إلى تجاوزه, لأن دواعي الوحدة وفق تفسيره مقدمة  ومفضلة على كل دعوات التفرقة والتشكيك من خلال الخطاب القرآني الحكيم.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى