الأخبارثقافة

تقرير/ دراما رمضان 2025 .. احتدام المنافسة يفتح الأمل نحو إنتاج مستمر على مدار العام

بين التميز و المقبولية..تقييمات المختصين في الشأن الثقافي و الفني لإنتاجات الدراما التونسية للموسم الرمضاني 2025

تابع المشاهد التونسي خلال الموسم الرمضاني الحالي 1446 الموافق لـ 2025 عدد من الأعمال الدرامية التلفزيونية بلغت 5 أعمال. العدد يعتبر مقبولا مقارنة بالموسم الرمضاني السابق الذي بلغ فيه الإنتاج الدرامي 3 مسلسلات فقط لكنه يعتبر ضعيف مقارنة بإنتاج سنة 2010 حيث بلغ عدد المسلسلات و السيتكومات أكثر من 10 أعمال.

توميديا حاولت رصد آراء وانطباعات بعض المثقفين والمتخصصين في الشأن الثقافي بخصوص الأعمال الدرامية التونسية للموسم الرمضاني الحالي, لمعرفة قراءاتهم لمستويات الأعمال الفنية والإنتاجية والقضايا المطروحة و التنافسية التى خلقتها تلك الأعمال لدى المشاهد التونسي. وكان الإجماع بين مختلف الآراء هو التنوع والتميز مما زاد في احتدام المنافسة الفنية بين كافة الأعمال.

دراما رمضان.. عندما يكون تميز مُخرج العمل”كلمة سر” النجاح والمتابعة

الصحفي فيصل العويني العامل بقسم الثقافة بصحيفة الشروق, اعتبر أن هناك نقطة إيجابية أولا من حيث الكم. إذ أن تعددها هذا الموسم يمثل عاملا إيجابيا للمشاهد كي يستطيع إختيار ما يريد من جهة. كما يفسح المجال امام الممثلين و التقنيين للعمل والإبداع و الإستمرارية باعتبار أن الإنتاج الفني هو مورد رزقهم الوحيد وفق تعبيره. وقد ذكر العويني خلال التصريح لتوميديا بأن المجموع كان 05 أعمال, إثنين منها من نصيب الوطنية الأولى و عمل واحد لكل من قناة نسمة و تلفزة تي في و الحوار التونسي.

و بخصوص المحتوى الدرامي و تجسيد الممثلين لأدوارهم. يرى فيصل العويني أنه الأعمال اختلفت في قضايا التناول والسيناريوهات المقدمة كانت متباينة, في حين أن التجسيد الدرامي للأدوار تنوعت بين  المتميز و الجيد و المتوسط وما دون ذلك. 

و لفت الصحفي فيصل العويني أنه من خلال معلوماته الأولية بخصوص تصدر المشاهدات للأعمال الدرامية احتل مسلسل “فتنة” على قناة الحوار التونسي أعلى النسب. و حسب رأيه أن تميز هذا العمل يعود بالأساس إلى حنكة و فرادة المخرجة سوسن الجمني  التى صنعت لنفسها “منطقة مريحة” أو كما عبر عنها بالفرنسية  “zone de confort” و أصبحت رقما صعبا في صناعة الدراما التونسية وفق تعبيره. مشيرا إلى تألق أعمالها السابقة على غرار فوندو وفالوجا. 

و أضاف العويني أن سوسن الجمني أصبح لها طابع إخراجي معين إذا تعتمد عادة على معالجة قضية مركزية و تتعرض لقضايا فرعية أخرى متولدة عن القضية الأم يرافقها عناصر تشويق تستخدمها لجذب المشاهد, وفق تفسيره, مما مكنها من صناعة أسلوب خاص بها , جلب له جيلا من المتابعين لأعمالها مرتبط بطريقتها الخاصة في الإخراج و تقديم الأعمال الدرامية حسب رأيه.

كما لفت المسؤول بقسم الثقافة بصحيفة الشروق أن ما يمكن ملاحظته في العمل الدرامي “فتنة” أنه اعتمد بنسبة 80 بالمائة على المشاهد الداخلية. مقدما احتمالا لتفسير هذا الإختيار أنه ربما لضرورات إنتاجية, إلا أن العمل لاقى استحسان المشاهدين.

و بخصوص عمل آخر يُبث على قناة نسمة وهو مسلسل “رقوج” أكد فيصل العويني أن هذا العمل مازال يحلق عاليا في موسمه الثاني على التوالي. وخاصة في طريقة الطرح المختلفة عن باقي الأعمال الدرامية الأخرى بعيدا حتى عن شروط المنافسة الدرامية و نسب المشاهدات. المسلسل وفق العويني يتناول قصة جديدة و طريقة تقديمها متميزة عن باقي الأعمال وفرادة هذا العمل مُتأتية من دقة اختيار الزمان والمكان و التى كانت تقدم من خلال المشاهد المصورة بطريقة احترافية و شديدة الدقة.وهو ما جعله ” يغرد خارج السرب “. ومن أبرز نقاط قوة هذا العمل اعتماده على باقة كبيرة من الممثلين المسرحيين وهذا اختيار جيد من قبل مخرج العمل عبد الحميد بوشناق الذي يبدع دائما في اختياراته وفق وصفه.

وعن مسلسلي “الزعيم” و “الرافل” قال العويني أنهما عملان يصنفان ضمن الأعمال الواقعية. حيث أخذ مسلسل “الرافل” من أحداث قصة حقيقية ومن الواقع. و كان أداء الأبطال متميزا خاصة بالنسبة لدور أسامة كشكار و الصادق حلواس. و صنعوا مساحات مهمة داخل العمل و لفتت الانتباه في مقدرتهم الفنية و الإبداعية. دون نسيان البطلين أحمد الأندلسي و حسام الساحلي, و تميزهما الدرامي من خلال مسلسل “الزعيم”. و تبى نتائج سبر الآراء بشأن نسب المشاهدة هي فقط لدواعي تجارية لكن حسب تقديره لا يوجد مسلسل أفضل من الآخر باقة من الأعمال المختلفة و المتنوعة و المتميزة في ذات الوقت.

أعمال درامية في مستوى انتظارات الجمهور

في ذات السياق علق الصحفي المختص في المجال الثقافي صلاح الطرابلسي بالقول إن السمة البارزة للموسم الدرامي الحالي هو التعدد والتنوع, توزعت بين الأعمال التراجيدية والكوميدية, وغيرها.

فهذا التعدد وفق الطرابلسي سيمنح للدراما التونسية بالتوسع خارج إطارها الزمني المحدود التي حبسها في الموسم الرمضاني فقط. تعدد الإنتاج يشجع صناع الدراما و قنوات التلفزيونية لخوض غمار الإنتاج على مدار السنة وفق تعبيره. وهذا طبعا سيجعل المشاهد التونسي يستمتع بالأعمال الدرامية طوال السنة.

بخصوص الأعمال الدرامية التراجيدية, لفت الكاتب الصحفي صلاح الطرابلسي أن هناك ثراء توع في الطرح و في المضمون من خلال  القصص والسيناريوهات المختلفة, إذ اعتبر أن مسلسل “فتنة”من أبرز تلك  الأعمال التى شدت المشاهد التونسي والتى تناول صناعها مسألة الميراث داخل الأسر التونسية و استتباعاته والخلافات التى ينتجها من تفكك و عداوة. وكان أبطاله من بين الممثلين الذين يتمتعون بحظوة لدى المشاهد التونسي.

أما مسلسل “الزعيم” فقد اعتبرها الطرابلسي مغامرة كبيرة من قبل فريق العمل و لحسن الحظ نجحوا باقتدار في هذا التحدي. والدليل على ذلك أنه وصل لقلوب الناس و المتابعين, محققا نسب مشاهدة عالية ضمن السباق الدرامي الرمضاني. أما مسلسل رافل يعتبر من وجهة نظر شخصية من أحسن الأعمال الدرامية لهذه السنة لأنه تناول قصة حقيقية مأخوذة من الواقع التونسي وقع تناولها بطريقة ذكية من قبل مخرج العمل ربيع التكالي. أما في ما يخص العمل الدرامي وادي الباي”, أكد صلاح الطرابلسي أن عددا من المشاهدين صنفوه ضمن الدراما الكلاسيكية تقنية و تقديما و عاد بهم إلى “الدراما الزمنية” وفق تعبيره.

المنافسة الدرامية “الشريفة” مطلوبة لفرز الغث من السمين 

ريم قيدوز الصحفية المتخصصة بالشأن الثقافي و رئيس قسم الثقافة بجريدة الصحافة رأت أن المنافسة كانت محتدمة هذه السنة بين الأعمال الدرامية التونسية و تندرج ضمن المنافسة الشريفة المطلوبة وفق تقديرها. واعتبرت قيدوز أن حق الاختيار في المشاهدة يعود في الأول و الأخير للمشاهد التونسي سواء في النصف الأول او النصف الثاني من الشهر الكريم.  ورغم المنافسة الكبيرة رأت الصحفية ريم قيدوز أن جل تلك الأعمال لاقت قبول واستحسان لدى المشاهد التونسي.

ولفتت الكاتبة الصحفية أن مسلسل “الرافل”  لاقى اقبال محترم جدا باعتبار أن قصة هذا العمل مستمدة من الواقع والحقيقة وحولها باقتدار صناع هذا المسلسل إلى عمل درامي متميز بإمضاء المخرج ربيع التكالي. أيضا اعتبرت قيدوز أن مسلسل “فتنة” مع المخرجة سوسن الجمني, من أبرز الأعمال الناجحة خلال الموسم  الحالي, و هذا غير مستبعد من مخرجة متمرسة مثل الجمني, وفق تعبيرها. وتمكنت كعادتها من استقطاب المشاهدين للمسلسل, من خلال طرح قضية الميراث بين العائلات التونسية وحتى العربية. وما يتولد عنه من مشاكل و خلافات قد تعصف بالروابط الأسرية و تولد عداوة وفتنة يصعب رأبها. ورأت ريم قيدوز أن مسلسل “رقوج” في جزئه الثاني حقق نجاح باهر جدا من خلال نسب المشاهدة العالية لهذا العمل. وذلك بسبب حمله للكثير من الرسائل المبطنة سواء الإجتماعية أو الاقتصادية أو الحياتية بصفة عامة. نسقها أبطال العمل بطريقة درامية محبوكة و عالية الأداء. مكنهم من النجاح في أداء أدوارهم, وفق تعبيرها.

و للاشارة فانه لم يتسنى لموقع توميديا الحصول على رأي الصحفيين المختصين في الثقافة في مسلسل واد الباي نظرا لأن المسلسل ما يزال في مرحلة العرض على القناة الوطنية الاولى و بالتالي لا يمكن تكوين رأي متكامل حوله حتى لا يظلم المسلسل و صناعه.

 

يذكر أن القنوات التلفزيونية التونسية قامت بإنتاج و بث 05 من المسلسلات درامية وهي “وادي الباي” و “رافل” على القناة الوطنية الأولى ومسلسل “فتنة” على قناة الحوار التونسي و مسلسل “رقوج” على قناة نسمة و مسلسل “الزعيم” على قناة تلفزة تي في. كما تبث على مدار موس رمضان أعمال كوميدية من فئة السيتكوم أبرزها نجد سلسلة “ياسمين و فلّة” و”هريسة لاند”على الوطنية الأولى و”صاحبك راجل” على قناة نسمة الجديدة

Authors

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى