الأخبارعالمية

أحمد الشرع و عبدي مضلوم يبرمان اتفاقا يقضي بدمج المؤسسات و القوات الكردية صلب الدولة السورية

ترحيب دولي و شعبي باتفاق الشرع - مظلوم بدمج القوات الكردية صلب الدولة السورية باعتباره خطوة نحوة توحيد سوريا

وقع الرئيس السوري أحمد الشرع مع قائد قوات سوريا لديمقراطية مظلوم عبدي. أمس الإثنين اتفاقا يقضي باندماج قوات “قسد” الكردية المدعومة أمريكيا, ضمن مؤسسات الدولة، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم. وفق بيان الرئاسة السورية فإن الإتفاق جاء نتيجة مباحثات بين الشرع و عبدي خلال الفترة السابقة. مؤكدة ان الإتفاق ينص على ضمان حقوق كل السوريين في التمثيل والمشاركة السياسية.

و وفق بيان الرئاسة السورية يتكون الاتفاق من 8 بنود، ويُفترض أن تعمل لجان مشتركة على إتمام تنفيذه قبل نهاية العام. من بين تلك البنود الإتفاق على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، وبأن المجتمع الكردي أصيل في الدولة وحقه مضمون في المواطنة والدستور. و يقضي الإتفاق وفق صيغة التفاهمات على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية. و تجسيدا لهذا الإتفاق على أرض الواقع قامت رتلا من قوات تابعة لوزارة الدفاع بالتوجه للحسكة بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية. و ستعمل على تسلم المؤسسات السجنية الواقعة تحت الإدارة الكردية.

وبموجب الاتفاق، ستصبح المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا خاصعة للحكومة السورية. بيد أن الاتفاق لا يحدد كيفية دمج العمليات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في وزارة الدفاع السورية، وهي نقطة رئيسية شائكة في المحادثات حتى الآن، بحسب وكالة رويترز. كما لم يشر الاتفاق إلى تسليم السلاح أو حل التشكيل العسكري الذي تهمين عليه الوحدات الكردية.

ويشكل الأكراد المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي البلاد، حيث توجد أغلب حقول النفط والغاز، وتدعمها واشنطن عسكريا وسياسيا. في حين تبلغ نسبة المكون العربي أكثر من 60% من سكان مناطق “الإدارة الذاتية” الخاضعة للأكراد، وفق ما نقلته قناة الجزيرة عن الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش.

و يأتي الإتفاق غداة دعوة أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبد الله أوجلان إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة رحب بها أكراد سوريا. كما ذهب الباحث في “مركز سينشري إنترناشونال” الأمريكي آرون لوند أن الاتفاق يمثل بالنسبة إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي “تحوطا” مبكرا ضد خطر سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجأة قوات بلاده من سوريا.

و إثر الإعلان عن الإتفاق خرج الرئيس السوري في حديث موجه للشعب السوري حيث أثنى علىا الإتفاق واعدا بأن سوريا ستكون لكل السوريين دون تمييز. وفي ذات السياق أشاد قائد قوات سوريا لديمقراطية مظلوم عبدي بإتفاق دمج تنظيمه ضمن الدولة السورية.

كما لقي الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي ترحيبا شعبيا، إذ خرجت مَسيرات في عدة محافظات ابتهاجا بهذه الخطوة. سواء في مناطق سيطرة قوات قسد أو بالعاصمة السورية دمشق و بقية المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومة السورية في حلب و حمص و إدلب و الساحل وغيرها. وردد المتظاهرون شعارات تؤكد على الوحدة الوطنية وإفشال مخططات التقسيم.

عربيا أعلنت كل من قطر والسعودية والأردن ترحيبها باتفاق المبرم بين الشرع وعبدي واعتبرت حكومات تلك الدول الإتفاق يدعم وحدة الدولة السورية وهو خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.

كاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى