
أحيت اليوم معتمدية بن قردان، في موكب رسمي، الذكرى التاسعة لـ”ملحمة” 7 مارس 2016 التي حققت فيها القوات العسكرية والأمنية انتصارا على مجموعة إرهابية استهدفت المدينة لإقامة “إمارة” تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي حسب وكالة تونس افريقيا للأنباء.
وحضر الموكب كل من وزير الدفاع الوطني، خالد السهيلي ووزير الداخلية، خالد النوري، حيث توليا قراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الملحمة من أبناء بن قردان ووضع إكليل من الزهور بروضة الشهداء بمقبرة سيدي خليف، قبل أن يتحولا إلى ساحة النصب التذكاري، الذي جسم هذه الملحمة وتزين بصور شهدائها الـ21.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، التي حضرها أيضا والي مدنين وعائلات الشهداء والجرحى، قال وزير الدفاع إن ملحمة بن قردان تبقى محطة مضيئة في تاريخ تونس الحديث وفي ذاكرة المجموعة الوطنية، مبرزا أن القوات المسلحة برهنت عن “جاهزيتها ويقظتها وحرفيتها في الذود عن الوطن وصون ترابه”.
وأكد أن هذه المعركة المصيرية بينت أن “قوة البلاد تكمن في وحدة شعبها ما جعلها عصية على الإرهابيين الذين أرادوا استهداف أركان الدولة ومؤسساتها ومكتسباتها ومسارها الديمقراطي وقيم المجتمع”، مضيفا أن “ملحمة بن قردان مثلت نقطة تحول نوعي في الحرب على الإرهاب التقت فيها إرادة الأهالي مع القوات الحاملة للسلاح فنجحوا في التصدي للارهابيين في لحظة فارقة مهدت لبداية انهيار تنظيم داعش في أكثر من مدينة عربية”.
وشدد على أن “الحرب على الإرهاب ستظل متواصلة بنفس العزيمة، ما يتطلب جهدا وطنيا متواصلا على المستوى الأمني من خلال دعم المؤسستين العسكرية والأمنية بالامكانيات الضرورية والعمل على إرساء منظومة تنموية عادلة تقطع مع الإقصاء والتهميش في المناطق الداخلية والحدودية وتقوم أساسا على توفير مواطن الشغل وكل مرافق الحياة.
وقال في هذا السياق إن ” تنمية هذه المناطق استحقاق دستوري يستوجب العمل على النهوض بهذه الربوع وتنميتها وتوفير كل المرافق الاجتماعية والتربوية والصحية بها وهي رهانات وجب كسبها بالنظر إلى أهمية أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية”، مذكرا بنجاح تجربة تنمية منطقة رجيم معتوق.
وأبرز أهمية المصادقة على مشروع قانون يتعلق بتنقيح المرسوم عدد 20 لسنة 2022 المتعلق بمؤسسة “فداء” للإحاطة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين وأعوان قوات الامن الداخلي والديوانة وأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، ووصف ذلك بـ”الانجاز الذي يبعث على الفخر” من أجل الاعتراف بتضحيات شهداء الثورة والوطن وضحايا الاعتداءات الارهابية من عسكريين وقوات مسلحة ومن المدنيين.
من جهته، أبرز وزير الداخلية أن في إحياء ذكرى ملحمة بن قردان “عبرة لكل من تسول له نفسه التفكير في الاعتداء على حرمة الوطن”، قائلا إن “هذا النصر على الارهابيين وجه رسالة إلى العالم حول قدرة القوات المسلحة التونسية على دحر أعداء الوطن”.
وأضاف أن هذه الملحمة تمثل “يوما تاريخيا برهنت فيه القوات المسلحة عن الجاهزية واليقظة والحرفية”، وتمكنت بدعم من المواطنين من دحر مجموعة من الإرهابيين “بطريقة أبهرت العالم وفي مشهد أثبت وحدة التونسيين وهو ما شكل نقطة تحول مفصلية في الحرب على الإرهاب”.
وأبرز وزير الداخلية حاجة هذه الربوع إلى دعم المشاريع التنموية والاقتصادية والتربوية والصحية والثقافية بخطى ثابتة عبر التشجيع على الاستثمار في هذه المدينة للنهوض بها في كل المجالات.
وتختتم اليوم بن قردان برنامج إحياء الذكرى التاسعة لـ”ملحمة 7 مارس”، الذي انطلق منذ يوم 2 مارس بسلسلة من الفقرات الثقافية والرياضية والشبابية والفكرية التي تزامنت مع شهر رمضان لتأخذ سهراتها بعدا صوفيا وروحانيا.
ورغم دعوة الاتحاد المحلي للشغل إلى أن يكون هذا اليوم عطلة لتمكين أهالي بن قردان من المشاركة في اليوم الختامي لإحياء هذه الذكرى فإن التفاعل كان ضعيفا بالنسبة للعاملين في المؤسسات والإدارات، فيما تفاوتت نسبة تجاوب العاملين في قطاع التربية مع هذا القرار.