الأخبارعالمية

تبون: “الجزائر ستكون على استعداد لتطبيع علاقاتها مع (إسرائيل) في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة”

الرئيس الجزائري في حواره مع صحيفة "الرأيl’Opinion" الفرنسية يبين موقف الجزائر من أبرز القضايا الإقليمية و الدولية وعلاقات بلاده بشركائها في العالم

أكد  الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الأحد 02 فيفري 2025 خلال تصريح مطول أدلى به إلى صحيفة ” الرأي l’Opinion”   الفرنسية حيث يبن موقف بلاده من بعض القضايا الإقليمية و الدولية كما شرح تعامل الجزائر مع أصدقائها و جيرانها دبلوماسيا.
فوفق البيان الذي نشرته الرئاسة الجزائرية على صفحتها الرسمية على موقع فايسبوك فقد أكد تبون أنه حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مغبة اعترافه بمغربية الصحراء واصفا ذلك بـأنه ” خطأ فادحًا “.
وفيما يخص القضية الفلسطينية, فقد عبر الرئيس الجزائري عن استعداد بلاده تطبيع العلاقات مع الكيان المحتل ” في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية كاملة.” وهو الموقف الذي اعتبر تحولا خطير في الدبلوماسية الجزائرية وقد امتعض متابعوا صفحة الرئاسة الجزائرية على موقع فايسبوك من هذا الموقف واعتبروه خطوة خطيرة نحوى التطبيع المجاني باعتبار أن أغلب الانظمة العربية المطبعة حاليا قدمت شرط وجود دولة فلسطينية او أحترام الشعب الفلسطيني ثم قامت بالطبيبدون تحقيق شرطها المسبق.
أما على المستوى الداخلي فقد تعهد عبد المجيد تبون في تصريحه للصحيفة الفرنسية بانه “ليس لدي أي نية للبقاء في السلطة و وأنه سيحترم الدستور الجزائري.”
واللافت في هذا اللبيان أنه سبق البيان الذي احتوى ملخض شامل للحوار وصدر قبل 4 ساعات منه دون توضيح الأسباب
وبخصوص علاقتها مع جيران الجزائر الحدوديين أكد تبون أن الجزائر تكن كل الإحترام للرئيس التونسي الحالي. معتبرا أن قيس سعيد يتمتع بشعبية رغم ما يتعرض له من انتقادات في إشارة إلى الملف الحقوقي و التخبط الإقتصادي الذي تعيشه البلاد. معتبرا أن الجزائر تساعد تونس بما استطاعت. وان الشعب الجزائري لن ينسى وقوف شقيقه التونسي معه إبان ثورة تحرير الجزائر المسلحة.
أما جارة الجزائر الغربية أي المملكة المغربية فقد أكد الرئيس الجزائري أن بلاده ما زالت تدعم “الصحراء الغربية لأنها قضية استعمار وجب تصفيته مهما طال، فالجزائر نالت استقلالها بعد احتلال دام 132 سنة.” محملا كامل المسؤولية للمغرب في أي رد فعل تقوم به الجزائر متهما الرباط بسلوك سياسة توسعية منذ استقلالها. مذكرا بالهجوم الذي شنه الجيش المغربي على التراب الجزائري سنة 1963 بسبب مطالبات المغرب بأراضي ضمن الخريطة الجزائرية. و شدد تبون أن منع الطيران المغربي من التحليق فوق أجواء الجزائر كان رد فعل”لتنفيذه (المغرب) مناورات مشتركة مع الكيان الصهيونى بقرب مجالنا الجوي، وهذا ينافي حسن الجوار.” وفق تعبيره.
وعلى صعيد علاقات بلاده مع فرنسا المحتل السابق أكد تبون أن الكرة حاليا في ملعب الإيليزيه على اعتبار أن باريس هي من أساءت للعلاقة بين البلدين حين اصطفت مع المغرب في قضية الصحراء. مؤكدا في هذا الصدد بالقول” المناخ مع فرنسا أصبح ضارًا ونحن نضيع الوقت مع ماكرون ” متهما وزير داخلية فرنسا بالإساءة للجزائر عبر “محاولة طرده لمؤثر جزائري”.
كما اعتبر عبد المجيد تبون أن”مُخلفات الذاكرة يجب معالجتها جديا ولن نقبل بحلول وضع آثارها كالغبار تحت البساط.” في إشارة للمجازر التى ارتكبتها فرنسا في الجزائر و إصرار الجزائر في المقابل بالإعتراف بتلك الحقبة وما رافقها من جرائم. داعيا فرنسا إلى تحمل مسؤوليتها في “تنظيف النفايات النووية بالجزائر” وهي ملزمة بذلك” من الناحية الإنسانية والأخلاقية والسياسية والعسكرية,” وفق تعبيره.
وفي ما يخص علاقات الجزائر الدولية أكد الرئيس تبون للجزائر محوران أساسيان منذ استقلالها قامت عليه سياستها الخارجية عدم الانحياز وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. مؤكد أن للجزائر علاقات ممتازة مع دول البحر الأبيض المتوسط ​​في مجالي الاستثمارات والتجارة و إفريقيا وهي قوة استقرار في القارة السمراء.
أما مع القوة العظمى في العالم أي أمريكا فقد أشار تون إلى أن الجزائر لطالما بنت علاقات طيبة مع مختلف الرؤساء الأمريكيين سواء كانوا من الديمقراطيين أو الجمهوريين. مذكرا بالعلاقات التاريخية القائمة على الإحترام المتبادل مع الولايات المتحدة منذ أمد بعيد.
وفي ما يخص الأحداث في سوريا أكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الجزائر واجهت اعتراضات لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية عام 2022. و في المقابل “رفضت دوما المجازر في حق السوريين وأبلغت الرئيس السابق ذلك بكل حزم ، ودعمت الحوار السياسي لحل الأزمة.”
وكانت علاقات الجزائر مع كل من الصين و روسيا و الجوار الإفريقي و بقية دول العالم أن الجزائر لا تتعامل بسياسة المكيالين  مستغربا من مواقف بعض القوى العالمية حيث ” يتم إدانة روسيا في الأزمة مع أوكرانيا بينما ينبغي الصمت في ضم الجولان والصحراء الغربية !.” مؤكدا رفض الجزائر لتواجد المرتزقة على حدودها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى