أنترفيوسياسة

السوداني لتوميديا: “الثورة تعيش انتكاسة و المطلوب حوار وطني جامع يخرجها من حالة الجمود السياسي و الانكماش الاقتصادي”

في الذكرى 14 للثورة عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة "المعارضة" محسن السوداني يدعو إلى عدم إضاعة الوقت و انقاذ تونس قبل فوات الأوان

يمر اليوم 14 سنة على انتصار الشعب التونسي على الدكتاتورية وحكم الفرد من خلال انتصار ثورة الحرية والكرامة التى توجت بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن على. 14 سنة تميزت بأحداث سياسية وأمنية وأقتصادية و إجتماعية, و تحولات في نظام الحكم خاصة منذ إقرار الرئيس الحالي قيس سعيد إجراءات الإستثنائية سنة 2021 وما ترتب عنها من معالم حكم جديدة, جعلت الثورة في مفترق طرق غير واضحة المعالم. توميديا حاورت نشطاء سياسيون و مدنيون و حقوقيون استحضرت الثورة بعد 14 من نجاحها فكانت مواقفهم كالتالي:

عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة المعارضة محسن السوداني اعتبر في تصريح خاص لتوميدبا اليوم الإثنين 13 جانفي 2025  أن “الذكرى الرابعة عشر للثورة تعود في ظروف سيئة” بالنظر إلى “الانتكاسة التى حصلت بعد انقلاب 25 جويلية 2021” الذي قاده قيس سعيد وفق تعبيره. وما أعقبه من محو لكل “أثر للثورة من مؤسسات قانونية و تشريعية ومن حريات. حيث أكد ان البلاد تعيش اليوم “انغلاق تام للفضاء العام أمام أي مطالب سياسية أو حقوقية”.  ينضاف إليها “قائمة طويلة من السجناء السياسيين و سجناء رأي و حقوقيين و نقابيين و مثقفين و إعلاميين والقضاة”.  مما يجعل المواطن يعود إلى “أجواء  ما قبل الثورة 20211” بعد أن اعتقد التونسيون أنها فترة ولت و لن تعود وفق رأيه.

و أضاف السوداني أنه بعد فرار بن على اعتقد الجميع أن “أبواب الحرية و الديمقراطية ستفتح على مصرعيها” وهو ما حصل بالفعل و لكن وقعت نكسة أعادت عقارب الساعة إلى الصفر و عادت تونس” إلى عهد الدكتاتورية” وفق تعبيره. فالظلم طال اليوم الجميع” المجتمع المدني السياسيين النقابيين والإعلاميين و الشخصيات الوطنية والقضاة” الذين تعرضوا لمظلمة كبيرة وفق وصفه.

إضافة إلى “تعطل العملية الأنتخابية و المقصود الإنتخابات الرئاسية” التى “مثلت طوق نجاة للتونسيين” للخروج من الأزمة و محطة تمثل انفراجة حقيقية لإعادة المسار الديمقراطي إلى سكته الطبيعية و لكن ما حصل كانت “انتخابات غير نزيهة و غير شفافة” وفق تقديره.  ويتمثل ذلك من خلال استبعاد كل المنافسين الجديين. كما تم” الضرب بعرض الحائط قرار المحكمة الإدارية” بعد أن انصفت المترشيحين الذين استبعدتهم هيئة الانتخابات “المعينة” وفق قوله. وبالتالي اليوم الشعب التونسي يعيش أجواء مماثلة لما قبل الثورة.

السوداني أشار  أيضا إلى أن من مظاهر الردة للخلف تتمثل في “عودة الإحتجاجات السياسية و المدنية و الحقوقية و اضرابات الجوع” والتى اعتقد البعض انها ولت دون رجعة و طويت صفحتها للأبد. ليتفرغ بعدها الجميع في عملية “البناء و التطوير و التشييد”  و وضع كافة الملفات على الطاولة مثل “ملفات البنية الأساسية و الملف الإقتصادي و التنمية الشاملة والتشغيل و تغيير القوانين البالية”. ولكن في المقابل وقع محو أثار الثورة نهائيا “بطريقة دراماتيكية” مما سبب خيبة أمل كبيرة لدى الشعب بكل أطيافه ومكوناته وفق وصفه.

من جهة أخرى اعتبر عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة أن الثورة بكل آمالها و انجازاتها لم “تنكن في مستوى تطلعات الشعب التونسي الإجتماعية و الإقتصادية”. إذ حققت بعض الأهداف في مستوى التشغيل و ضمان بعض الحريات. لكنها لم تكن في مستوى التطلعات العميقة للمواطن البسيط, و يضيفبان  البلاد تعيش حاليا “خيبة مزدوجة خيبة إجتماعية إقتصادية عامة, وخيبة مدنية سياسية وحقوقية”. باعتبار انه اليوم لم يسلم أي قطاع من “المضايقات و الهرسلة” بحسب رأس السوداني و ما قضية التآمر ضد لمن الدولة إلا نموذجا على سياسة “القمع المتبعة ضد المعارضين من مختلف القطاعات و الفئات” وفق تصريحه. الأحكام القضائية التى طالت المعارضين شديدة و لا تتناسب مع التهم التى وجهت لهم.

وكما هو الحال على المستوى الوطني  قال عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة محسن السوداني إن تونس الثورة  أصبحت اليوم “شبه معزولة بسبب الإنقسام السياسي و الإجتماعي إقليميا ودوليا”, ويرى أن “صورتها تضررت في الخارج” جراء السياسات المتبعة بعد أن كانت نموذجا يقتدى به في نجاح ثورتها و مسارها الانتقالي الديمقراطي.

و أشار السوداني في ختام تصريحه أن تونس اليوم نحتاج إلى “حوار وطني جامع” يخرجها من حالة الجمود السياسي و الانكماش الاقتصادي و يجمع كافة التونسيين حول مستقبل مشترك. لأن في تقسيره أن التجارب اليوم أثبتت أن “الانفراد بالرأي هو انهيار و كلفته ترتفع كلما تأخر الحل الجامع”. و سيدفع الشعب ثمنه. مبينا أن سكوت الشعب التونسي حاليا ليس منة ضعف أم قلة حيلة بل هو يعطي فرصة لمن هو في مركز القرار ثم يثور من جديد كما فعل في 2011.

 

طارق طرابلسي

صحفي متخرج من معهد الصحافة وعلوم الاخبار متخصص في الشؤون السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى