
كتب مدير مكتب الجزيرة بتونس و الناشط الحقوقي الصحفي لطفي حجي الجمعة 27 ديسمبر 2024 معلقا على ما بدر من بعض الأصوات السورية مؤخرا من ضرورة التسامح والتجاوز على ما اقترف من جرائم خلال الفترة الماضية بحق الشعب وعدم محاسبة المجرمين بقوله إن| “أكبر فخ نصب للثورات العربية، هما شعاران خادعان”
الأول هو ” إذهبوا فأنتم الطلقاء”. والثاني: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن”. وذلك من خلال تدوينة له على صفحته بموقع فايسبوك.
و كشف لطفي حجي أن هناك عدد من السوريين يرددون هذه الأيام و بصوت عال تلك الشعارات المذكورة أعلاه. موضحا أنه “ربما نفع هذان الشعاران عندما كانت هناك قيم مجتمعية تُحترم، وبعض شهامة عربية تراعي الأصول والتوازن بين مكونات المجتمع وقبائله.” مستطردا أن استعمال مثل تلك الشعارات وانت تواجه من وصفهم بـ “مجرمين قتلة لا قانون يحكمهم، ولا إنسانية توجههم. ساديون في نفسياتهم، عذبوا آلاف المناضلين حتى الموت. قمعيون في سياساتهم التي تبرر تهجير ملايين المواطنين الأبرياء، وحشيون في ممارساتهم التي تبيح لهم إطلاق الرصاص بدم بارد على مئات الآلاف من المتظاهرين.”
و حذر الكاتب الصحفيمن لؤم وخذاع تلك المجموعات مشيرا إلى أنهم “أول ما يشعر هؤلاء بأنهم نجوا من المحاسبة وسلموا من العقوبة، سيسرقون دار أبي سفيان ذاته، وسيتلذذون بتعذيبه ومن معه من أفراد عائلة، بل سيعذبون كل من أطعمهم وآواهم ووفر لهم الأمن حتى لا يتم الانتقام منهم.” متهما إياهم بالمرضى النفسيين وبأصحاب الذهنية المريضة و السادية في تعاملهم مع ضحاياهم حيث جزم بأنهم”يفعلون كل ذلك لأنهم في تركيبتهم الذهنية والنفسية المنحرفة والمريضة، لا يتصورون الحياة دون إجرام أو تعذيب ودون نفوذهم المطلق. فهم كالأفاعي يغيرون جلودهم لكنهم يحافظون على روح الأفعى بداخلهم.”
وختم الصحفي لطفي حجي تدوينته بتقديم نصيحة مهمة للشعب السوري و لحكومته الحالية الناتجة عن انتصار الثورة بأن تتجاوز تلك الشعارات الرنانة والجوفاء حسب وصفه و أن تقيم محاسبة قانونية ناجزة وعادلة ضد هاؤلاء تقوم على:”منطق الدولة و بعيدة عن الانتقام الفردي أو الجماعي، لكنها تشفي صدور قوم عانوا من قهرهم وظلمهم، فلا يجب أن يستوي الضحية والجلاد تحت أي شعار كان، وفي أي دار كانت.”