قال الخبير المائي و المتخصص في التصرف في الموارد حسين الرحيلي لتوميديا اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 أن الموارد المائية التى دخلت السدود خلال الشهر الحالي مرضية و مشجعة لأن شهر ديسمبر هو ذروة الفترة الممطرة في البلاد حيث شهدت المناطق الشمالية و الشمالية الغربية أكبر الكميات المسجلة أدت إلى سيلان عدة أودية وحققت إرادات وصلت الى غاية الآن أكثر من 85 مليون متر مكعب دخلت إلى السدود حيث بلغت نسبة الامتلاء إلى غاية 25 ديسمبر 2024 الى حدود 22.3 بالمائة أي بطاقة إستعاب تقدر ب523 مليون متر مكعب وبذلك يكون شهر ديسمبر هو الأكثر إيرادات للسدود مقارنة بالأشهر السابقة
وأضيف الرحيلي أن الأشهر الثلاثة الأخيرة كانت نسبة هطول الأمطار فيها مقبولة و غزيرة إلى حد ما, لكن الإشكال أن جزء كبير من الأمطال نزل بمناطق ليس بها سدود مما جعل كميات كبيرة من مياه السيلان يذهب سد . مشيرا إلى أنه في حال تواصلت نسبة الهطول في الأشهر القادمة في مناطق تواجد السدود خاصة خلال شهري جانفي و فيفري فإن عتبة 600 مليون متر مكعب سنتجاوزها بسهولة. وبذلك نقترب من نسبة 30 بالمائة التى تجعلنا عمليا نضمن تزود منتظم بالمياه خلال فصل الصيف الذي تبلغ نسبة الإقبال على استعمال المياه ذروته.
و فيما يخص عملية تحويل جزء من مياه سد بو هرتمة إلى سد سيدي سالم قال حسين الرحيلي إنها عملية طبيعية هدفها الرفع من مخزونات سد سيدي سالم الذي بلغت فيه المخزونات إلى 15.2 بالمائة وهي من بين الأضعف على مر السنوات الماضية. و الرفع من مخزوناته يؤمن نقل مياهه نحو محطة غدير القلة بالعاصمة لتمويل تونس الكبرى بالمياه الكافية. مشيرا إلى أن سد بوهرتمة حاليا لم يتم تخزين إلا 30 بالمائة فقط من طاقة إستعابه.
و بخصوص الفوارق بين السدود في الشمال و الوسط و منطقة الوطن القبلي أوضح الخبير المائي حسين ىالرحيلي أن الكميات حاليا بالسدود مختلفة من سد لأخر. و أن الكميات التى تتلقاها سدود الشمال أكبر من مثيلاتها بالوسط وذلك تبعا لنسب الهطول. مؤكدا أن سدود منطقة الوطن القبلي لم تصل نسبة المياه فيها إلى غاية الآن ال 11 بالمائة وهي نسبة منخفضة جدا.
