الأخبارثقافة

بسام مرتضى لتوميديا: فيلم”أبو زعبل 89″ توثيقا لنضالات النشطاء الحقوقيين و السياسيين في مصر أمام همجية السلطة

مخرج فيلم "أبو زعبل 89" السينما أصبحت مصدرا توثيقيا لجرائم التعذيب داخل السجون في المنطقة العربية

أكّد مخرج فيلم”أبو زعبل 89″ بسام مرتضى لتوميديا اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024 أنّ فيلمه الطويل مستوحى من قصص واقعية وقعت في مصر سنة 1989 لمجموعة من الحقوقيين و السياسيين في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات و يبرز معاناة أقارب السجناء عند زيارتهم لذويهم المسجونين بسجن أبو زعبل العملاق الذي شهد أعمالا وحشية بحق معارضي النظام في تلك الفترة. جاء كلام المخرج على هامش انعقاد الدورة ال35 لأيام قرطاج السينمائية.

وتحدّث المخرج المصري عن المعاناة الشديدة ل50 أسرة يقبع أحد الوالدين أو كلاهما أو أحد الأبناء داخل ذلك السجن المقيت الذي ارتبط إسمه بالتعذيب و القسوة في التعامل اللإنساني. ويسرد بسام مرتضى أحداث الفيلم التى هي في الواقع أحداث تاريخية حقيقية وقعت لأسرته عندما أحتجز والده و والدته حيث يتتبع الفيلم مسارا دراماتيكيا من التعذيب و الإهانات للمساجين و عائلاتهم على حد سواء. ومن واقع تجربته الخاصة استطاع بسام أن يصنع هذا العمل الفني.لأنّ أثار تلك التجربة مازالت ساكنة في وجدان أسرته و باقي الأسرة المعذّبة. وفي نفس الوقت لا يمكن أن يقفص على واقع حفر ندوبه داخله.

يرى مرتضى أن هذا العمل هو استدراج و تمازج بين العام و الخاص. فالعام يمثله معاناة كل المصريين عبر هذه الحقب التاريخية خلال زيارة ذويهم المسجونين. والخاص يمثله هو وأسرته التى تعرّضت لهذه المحنة. فكان الفيلم يوظّف الأحداث التاريخية لإبراز عمق المشاعر و الأثار السلبية التى تركتها تجربة السجن على المسجون من جهة وأسرته من جهة أخرى. في محاولة لربط الحاضر بالماضي و بين جيلين مختلفين جيل الآباء و جيل الأبناء كل منهما عاش تجربة مختلفة زمنيا لكن متشابهة في القسوة و الإذلال و الإسراف في العنف ضد كل معارض.

المخرج جسّد بالتفاصيل تجارب السجن وما يحصل فيها من تعذيب و مشاهد صادمة للسجّانين الهمجيين وهم بصدد تعذيب ضحاياهم بكل سسادية و انتقام وما خلّفه ذلك من انكسار و جروج نفسية غائرة.و بقدر الوحشية التى عالجها الفيلم فنيا فقد مثل مع مجموعة من الأعمال الأخرى مصادر توثيقية لأحداث تاريخية مرّت على الشعب المصري في حقب مختلفة. وهي الفائدة الكبرى الحاصلة من هذا النوع من الأعمال.

و أضاف بسام مرتضى أنّ إقصاء عقلية التعذيب و سجن المعارضين ستبقى غاية يناضل من أجلها الأجيال الحالية والقادمة حتى يتحقق العدل و المعاملة الإنسانية وتغيير الممارسات الهمجية داخل السجون في منطقتنا العربية

وختم المخرج المصري الشاب بسام مرتضى تصريحه ببيان إعجابه الشديد بجمهور مهرجان قرطاج و ظروف العرض وكم التفاعل مع فيلم”أبو زعبل 89″ من قبل الجمهور و المتخصصين مبديا سعادته بتواجده في تونس و مشاركته في هذا المهرجان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى