حسين طارق
خلال تجمّع احتجاجي نظمه المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية وبمشاركة نشطاء من المجتمع المدني و عائلات المهاجرين المفقودين و النشطاء المدنيين المحتجزين الأربعاء 18 ديسمبر 2024.بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين. قالت والدة الناشطة بالمجتمع المدني ورئيسة جمعية”ارض اللجوء” التي تنشط في مجال الدفاع عن المهاجرين واللاجئين في تونس شريفة الرياحي. ليوميديا إنّ إبنتها القابعة منذ أكثر من سنة بالسجن دون محاكمة (في انتظار اعداد التقارير من الجهات المختصة). سببه عملها التطوعي حيث كانت تجلب المساعدات الغذائية و العينية لبعض المهاجرين غير النظاميين .
و اتهمت والدة شريفة النيابة العمومية بأنها لم تجد أي تهمة لإلصاقها بابنتها فلفقت لها تهما بالإرهاب. مشيرة إلى أنّ العائلة لا تعرف ماذا تفعل في ظل هذا الكم من الظلم و الإجحاف.
روت والدة شريفة لتوميديا المعاناة التى تعترض العائلة خلال كل زيارة تؤديها الى السجن لزيارة فلذة كبدهم. حيث تصف المشقة التى يتحملونها فقط من أجل رؤية شريفة ل10 دقائق لا غير. و تواصل سرد القصة و تتحدّث عن الظروف المأساوية التى تعيشها شريفة داخل السجن بسبب كثرة التنقل بين مراكز التوقيف والسجون و الظروف السجنية الصعبة غير الأدمية التى يعيشها السجناء.
وعليه طالبت والدة شريفة الرياحي باللإراج الفوري عن إبنتها حتى تتمكّن من رؤية أطفالها الصغار. وهناك تكمن قصة تراجيدية أخرى تفاجئ كل من سمعها. فقد حكت الأم أنّ ابنتها شريفة عندما قبض عليها كانت نافس و لم يمر على وضعها لابنتها الصغرى سوى شهرين. ولدى شريفة طفل أكبر كان وقتها لم يتجاوز سنتين. فأجبرت شريفة على ترك طفليها البرئين دون رعاية وهذا لم يشفع لها أنها أم مرضعة.و سردت والدتها بغصة كبيرة حالة شريفة النفسية و الجسدية نظرا للأهوال التى عاشتها و ابتعادها عن ابنتها الرضيعة وطفلها ذو السنتين من العمر.
وفي هذا الصدد أبدت والدة الناشطة المدنية المسجونة شريفة الراياحي تخوفاتها على صحة إبنتها و حفيديها. فشريفة حالتها النفسية و الجسدية في تراجع. أما الرضيعة فقد اضطرت العائلة لفطمها في سن 3 أشهر و الهزال أصبح باديا على جسم الطفلة البريئة ذات السنة الواحدة الآن. و تبقى مأساة الطفل الأكبر رذو الثلاث سنوات و نصف هي المعضلة الحقيقية حيث بدأ الطفل يفهم شيئا فشيئا ما يدور حوله و تيقن من غياب أمها الواضح فأصبح كلامه كله عن والدته أنها ارتقت و فارقت الحياة لأنها دائم السؤال: هل أمي في السماء عند الله”.
تسلط غير مُبرر وقمع لأبسط حقوق الانسان وهو الحق في الحياة. تواصل والدة شريفة الرياحي الحديث بالقول أنّ العائلة لم تدع بابا إلاّ وطرقته لإنقاذ ابنتها من الوضع المزري الذي تعيشة. لكن دون جدوي ويبقى أملها في الله وحده و في جهود المحامين لإطلاق سراح ابنتها.
و على صعيد أخر أثار أحتجاز شريفة الرياحي و عدد من نشطاء المجتمع المدني على خلفية عملهم بالمجال الجمعياتي والإنساني على صلة بالمهاجرين واللاجئين. جدلا واسعا داخليا و خارجيا خاصة مع تصاعد حملات السلطات الأمنية على المهاجرين غير النظاميين.
وكانت عدّة جمعيات في تونس من جمعية نساء ديمقراطيات قد عبّرت عن استيائها من حملة القمع ضد النشطاء المدنيين. معبّرة عن دعمها الكامل وتضامنها اللامشروط مع الحقوقية والناشطة الجمعياتية شريفة الرياحي اامحتجزة على خلفية عملها الجمعياتي، رغم أنها أمّ لطفلين إحداهما رضيعة لم تتجاوز الشهرين من عمرها، ومع ذلك وقع الاحتفاظ بها وهي في عطلة أمومة، دون مراعاة وضعها الصحي ودون اعتبار للمصلحة الفضلى للطفل في مثل هذه الحالات”.
أما دوليا فقد أعلنت عدّة جمعيات دعمها لقضية شريفة الرياحي على غرار جمعية “تقاطعات” الأردنية، التى أصدرت بيانًا عنونته بـ”دعم اللاجئين والمهاجرين أصبح تهمة في تونس”، معبّرة عن تضامنها مع الناشطة شريفة الرياحي المديرة التنفيذية السابقة لجمعية “تونس أرض اللجوء” وكل العاملين في المجال الجمعياتي المدني.
ومع حلول اليوم العالمي للمهاجرين تطرح قضية أزمة المهاجرين غير النظاميين وطالبي اللجوء من جنسيات مختلفة من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس إلى تصدّر الواجهة من جديد، خاصة مع تزايد الحملات الأمنية ضدّهم وضد أي نشاط مدني يسعى لدعمهم ماديا و معنويا لحفظ كرامتهم الإنسانية خاصة مع كل مناسبة تسعى السلطات الأمنية إلى قمع تحركاته أو تنفيذ حملات إخلاء عدد من المباني والحدائق العمومية والأرصفة حيث تتجمع مجموعات من المهاجرين بعد أن اتخذت منها مكانًا تنزل فيه في انتظار إيجاد حلّ.