طالب المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر بعدم تجريم المتضامنين مع المهاجرين في اليوم العالمي للمهاجرين الذي يوافق تاريخ اليوم من كل سنة .
و هاجم في بيانه من أسماهم “بأنظمة الموت المفروضة على كل حدود العالم التنكّر لحق التنقل” مذكرا العالم بالمآسي التى تحصل سنويا على الحدود البرية والبحرية وفي أماكن الاحتجاز وقمعا لا ينتهي لثني المهاجرين عن التنقل وتجريم المساعدة والإنقاذ والتضامن
استنكر المنتدى ما تشهده سياسات الهجرة في كل من أوروبا والمتوسط وتونس من توحّش وانتهاك لحقوق الإنسان والمهاجرين. فالمهاجرون التونسيون في أوروبا يعانون من سياسات تشريعية جديدة تضيّق عليهم وتحدّ من حقوقهم وتساهم في تصاعد العنصرية والاسلاموفوبيا ويتعرضون لحملات كراهية من مجموعات سياسية فاشية وعنصرية تحت شعارات محاربة ما تسميه “طوفان الهجرة” و “الدفاع عن الهوية” و”التهديد الديمغرافي”. منددا بالسياسات المنتهجة التى تقوم على فرز المهاجرين غير النظامين التونسيين في إيطاليا وفرنسا وألمانيا على الهوية ويتعرضون لانتهاكات عديدة في مراكز الاحتجاز ويطردون جماعيا دون إمكانيات للطعن في قرارات ترحيلهم ويتم ذلك وفق اتفاقيات ثنائية وقعتها حكومات مختلفة فتتشتت عائلات وتقبر أحلام وطموحات.
وفي في المقابل تعيش تونس واقعا مناقضا تماما مع تشريعاتها و قوانينها حيث يعيش المهاجرون فيها وضعا مأساويا يتميّز بالقمع المستمر وفق وصف البيان. حيث يتم الدفع بالمهاجرين نحو غابات الزيتون محرومين من الخدمات الاساسية وتتواصل عمليات الطرد للحدود والتهديد بانشاء مراكز احتجاز في الصحراء. كما تمّ ايقاف عمليات تسجيل طلبات اللجوء في ما يشبه انسحابا غير معلن للدولة التونسية من معاهدة جينيف.
وفي هذا الصدد جدد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الإجتماعية تنديده بما تتعرّض له منظمات المجتمع المدني من حملات مستمرة من التجريم والوصم حيث أصبح التضامن مع المهاجرين تآمرا على أمن الدولة وفق تعبيره. وتقديم المساعدات جريمة تبييض للاموال. وجراء هذا التعسف يقبع كل من شريفة الرياحي وسعدية مصباح وعبدالله السعيد ومحمد جوعو وعياض بوسالمي وعبدالرزاق الكريمي ومصطفى الجمالي وسلوى غريسة في السجن قيد التحقيق في مسارات قضائية يتم تمطيطها لمزيد التشفي ولتغذية السرديات الرسمية. مطالبا بالإفراج الفوري عنهم.
وفي ذات السياق دعى المنتدى إلى احترام كرامة المهاجرين في كل مكان بصرف النظر عن لونهم او جنسهم او دينهم او وضعيتهم الإدارية، بل ان يحاول الجميع بناء جسور التضامن والتقاسم واحترام حقوق الإنسان معهم. مؤكدا على ضرورة التشبيك والتنسيق مع المنظمات والنقابات والحركات من اجل فضاء افريقي ومتوسطي متضامن ومتحرر من الاستعمار والاستعمار الجديد والفصل العنصري وإزالة كافة أشكال التفرقة