هاجم الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي عشية إحياء الذكرى 14 للثورة التونسية كل من تسبب في إفشال الثورة التونسية وعرقلتها لعدم وصولها لبر الأمان. متهما جهات سياسية و إعلامية داخلية نافذة , وأطراف خارجية بإجهاض الثورة في مهدها. جاء ذلك في كلمة مصوّرة نشرها المرزوقي على صفحته الرسمية على موقع فايسبوك.
و أشار الرئيس الأسبق خلال حديثه إلى أنه سيأتي يوما ما و تنكشف فيه الحقائق بالأرقام و المعطيات و سيكتب المؤرخون عن تلك الفترة التى قدّرها ب 100 عام أي سنة 2024 عندها لن تكون هذه الطبقة موجودة و ستتعرف الأجيال التونسية اللاحقة سبعة حقائق مضيئة للثورة التونسية والتى قدّرها بالثلاث أو أربع سنوات الأولة من عمر الثورة قبل أن تعود الثورة المضادة إلى قصر قرطاج وفق تعبيره مع قدوم الرئيس الباجي قايد السبسي.
ورأى المرزوقي أن مميزات الثورة تتلخّص فيما يلي:
1- أنّ الفترة التى حكمت في الثورة هي العصر الذهبي للحرية في تونس والشعب لم يعرف طيلة تاريخه قدرا من الحرية مثلما عرفها في تلك الفترة
2- التونسيون لم يمارسيوا انتخابات شفافة و نزيهة مثل تلك الإنتخابات
3- تونس لم تعرف إشعاعا إقليميا و دوليا إلاّ فيتلك الفترة مما جعل الكثير من المختصين يطلقون مصطلح”الحالة التونسية” على تلك الفترة
4- لم يعرف التونسيون إجراء نقاش حقيقي ومعمّق بينهم حول إدارة شؤونهم إلاّ في تلك الفترة
5- أوّل مرة يشعر التونسي بالفخر والإعتزاز بهويته و دولته مثلما وقع في تلك الحقبة
6- العلاقة بين السلطة و الشعب لم يشهد تاريخ تونس مثيلا لها وقد كانت أبواب قصر قرطاج مفتوحة لكل فئات الشعب سياسيين ومثقفين و عائلات شهداء الثورة و جرحاها و بسطاء الشعب كانوا جميعا يدخلون القصر دون خوف أو قلق.
7- في تلك الفترة رغم ما شهدتها البلاد من مؤامرة صناعة الإرهاب و نشر الفوضى كان الٌتصاد متماسكا ولم نرى تلك الطوابير التى ارهقت التونسيين للحصول على مواد غذائية و معيشية.
و خلص المرزوقي في تشخيصه للفشل الثورة التونسية وأغلب ثورات الربيع العربي أن الفشل السياسي و الإقتصادي و التدخلات الخارجية مجرّد أعراض للمرض حسب وصفه إنما المتسبب في الفشل الحقيقي هي الطبقة الوسطى التى كانت تمسك بزمام الإعلام و الثقافة و التربية و التعليم و العمل النقابي. هذه الطبقة رفضت التماهي مع مقتضيات التغيير و المبادئ التى أتت بها الثورة من تحرر و انطلاق و السبب الوحيد أنها تخوّفت من الحكام الجدد واعتبرتهم ينتومون إلى تيار الإسلام السياسي من المخالفين لأفكارهم وفق تعبيره.