رسالة محمد بوغلاب إلى النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
إلى نقيب الصحفيين زياد دبار
إلى أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين
إلى الصحفيات والصحفيين
إلى أصوات الحرية
صباح الحرية والأمل من زنزانتي الضيقة والمظلمة في هذا اليوم المحوري من تاريخ الصحافة في تونس والعالم.
تحية الإيمان بحرية الصحافة رغم الآلام و الأوجاع التي أعيشها على خلفية دفاعي عن مهنة الصحافة وحرية الصحافة.
مثلما كان صوتي عاليا في وسائل الإعلام يصلكم صوتي عاليا لم يتغير رغم قسوة الحبس والسجان.
يعلم جميعكم أنني أدفع فاتورة غالية من حياتي وجسمي فقط لأنني مارست مهنتي بكل قناعة ومصداقية في إطار المبادئ والأسس التي تقوم عليها مهنة الصحافة. ودافعت عن حق الشعب التونسي في معرفة حقائق وطنه بما فيها طرق تسيير دواليب الدولة وتجاوزات المسؤولين.
في بلدان أخرى يُنظر إلى هذا المجهود باحترام وتقدير، ولكن مع الأسف تم تجريمي والزج بي في السجن ظلما، في قضية لم يتم فيها إحترام حق الدفاع والإجراءات حتى الشكلي منها. كما تم الإستنجاد بقوانين ليست لها أي علاقة بمهنة الصحافة وطرق التتبع في شأن الصحفيين.
إن أكثر ظلم يمكن أن يعيشه صحفي في بلادنا أن يقع معاملته كمجرم حق عام، وهو ما يفتح الباب للشماتة والوصم، وهو أمر يعيشه عدد هام من الصحفيين في تونس.
الزميلات والزملاء
إنني لا أطالب إلاّ باحترام القانون و تطبيق المرسوم 115 في كل التتبعات القضائية التي تسلط علي ، فأنا لست فوق القانون ولا تحته، و أطالب بمحاكمة عادلة طبق القانون و دون تدخّل الأيادي الخفية، وأرفض التنكيل و التشفي الذي أتعرّض له بسبب عملي الصّحفي غير.
الزميلات والزملاء،
إنّ السجن زائل، وما سيتبقى من أيامه الصعبة هو طبيعة التعاطي القضائي والسياسي مع القضايا المرفوعة ضدي، ووقفة الأحرار مع قضيتي العادلة.
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقيةٌ ولا زرد السلاسل
نيرون مات و لم تمت روما بعينيها تقاتل
و حبوب سنبلة تجف ستملئ الوادي